تحذيرات أممية من تفاقم أزمة الجفاف في العراق: نصف السكان مهددون بنقص المياه بحلول 2060

Advertisements

تحذيرات أممية من تفاقم أزمة الجفاف في العراق: نصف السكان مهددون بنقص المياه بحلول 2060

بغداد – سبتمبر 2024 : أوقات

حذرت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) من أن أزمة الجفاف في العراق ستؤدي إلى نقص حاد في المياه قد يصل إلى تأثير نصف سكان العراق بحلول عام 2060، وذلك في ظل ما وصفته بالفشل الحكومي في اتخاذ إجراءات فعالة لمعالجة الأزمة. وأكدت البعثة أن استمرار الجفاف سيترك آثارًا كارثية على السكان، وخاصة الأطفال، إذ سيؤثر على صحتهم وتعليمهم وفرصهم المستقبلية.

تأثير الجفاف على المجتمعات والأطفال

https://awqat.site/2925-2/

في بيان نشر على موقعها الرسمي، أوضحت بعثة يونامي أن أزمة الجفاف لا تؤثر فقط على الموارد المائية ولكن لها تداعيات خطيرة تشمل فقدان التنوع البيولوجي وزيادة التأثيرات السلبية على المجتمعات المحلية. وقالت البعثة: “إن تأثير الجفاف على العائلات وخصوصًا الأطفال سيكون مدمرًا، حيث سيؤثر على صحتهم العقلية والجسدية، ويحد من فرص التعليم والنمو السليم، مما يهدد مستقبل الأجيال القادمة في العراق.”

نزوح المجتمعات الريفية بسبب أزمة الجفاف

منظمة الهجرة الدولية كانت قد نشرت تقريرًا يظهر تصاعد نسبة النزوح من المجتمعات الريفية في جنوب العراق بسبب الجفاف والتغير المناخي. وأشارت المنظمة إلى أن عدد النازحين جراء هذه الأزمة وصل حتى نهاية عام 2023 إلى أكثر من 140 ألف نازح. يأتي هذا النزوح نتيجة النقص الحاد في المياه وتدهور الأراضي الزراعية، مما يدفع الأسر إلى ترك منازلها بحثًا عن ظروف معيشية أفضل في المدن.

فشل حكومي في معالجة الأزمة

بدورها، انتقدت منظمة “ميرسي هاندز” الدولية للرعاية الإنسانية في العراق غياب استراتيجيات حكومية فعالة للتكيف مع التصحر والجفاف. وأشارت المنظمة إلى أن بغداد لم تطرح أي خطة عمل ملموسة للتخفيف من حدة الجفاف والتصحر، مما أدى إلى تفاقم الوضع. وأضافت: “حوالي ثلثي البلاد يعاني من التصحر والجفاف، وهذا الأمر أدى إلى موجات نزوح داخلية من المناطق الريفية إلى المدن المكتظة، في ظل انعدام أي استراتيجيات حكومية لمعالجة الوضع.”

تداعيات بيئية واقتصادية خطيرة

الجفاف المستمر في العراق ليس مجرد أزمة مائية، بل يمتد ليشمل تأثيرات بيئية واقتصادية هائلة. فقد أشارت تقارير بيئية إلى أن الجفاف يؤدي إلى فقدان كبير في التنوع البيولوجي، وتدهور الغابات والمراعي، وهو ما يفاقم من حالة التصحر ويهدد الاقتصاد الزراعي في البلاد. فضلاً عن ذلك، تعتمد العديد من المجتمعات المحلية على الزراعة لتأمين قوتها اليومي، ومع تراجع المياه تصبح سبل العيش مهددة بشكل مباشر.

حاجة ماسة إلى حلول مستدامة

من الواضح أن العراق يواجه أزمة غير مسبوقة تتطلب استجابة سريعة ومنسقة من الحكومة والمنظمات الدولية. وفي ظل التحديات الكبيرة التي تطرحها التغيرات المناخية والجفاف، يجب على السلطات العراقية أن تتحرك لوضع استراتيجيات مستدامة لمعالجة النقص في المياه وحماية الموارد البيئية. كما تدعو المنظمات الإنسانية إلى تعزيز التعاون الدولي لدعم العراق في تجاوز هذه الأزمة.

Exit mobile version