ريف منبج وسد تشرين.. ساحات معارك دامية بين قسد والفصائل الموالية لتركيا
شمال سوريا – أوقات الاحد 5 كانون الثاني 2025
تشهد المناطق الشمالية من سوريا تصعيدًا خطيرًا في المواجهات العسكرية بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والفصائل المسلحة الموالية لتركيا. وتركزت الاشتباكات في ريف منبج وسد تشرين، مما أسفر عن سقوط أكثر من 100 قتيل خلال يومين فقط، وفقًا لتقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان.
حصيلة ثقيلة للقتال
بينما أفاد المرصد السوري أن الاشتباكات المتواصلة منذ أسابيع أسفرت عن مقتل 101 شخص حتى فجر الأحد، توزعوا على النحو التالي:
- 85 قتيلاً من الفصائل الموالية لتركيا.
- 16 قتيلاً من قوات سوريا الديمقراطية والتشكيلات العسكرية التابعة لها.
وأكد مدير المرصد، رامي عبد الرحمن. أن “المعارك تتركز في ريف منبج الجنوبي والجنوبي الشرقي. حيث تشهد المنطقة قصفًا مدفعيًا عنيفًا واستخدام الطائرات المسيرة التركية”.
تصدي للهجمات
كما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكّل الفصائل الكردية عمودها الفقري، أنها تصدت لجميع الهجمات التي استهدفت مناطقها في شرق وجنوب منبج وشمال سد تشرين، رغم الضربات الجوية المكثفة التي نفذتها الطائرات التركية.
وأشارت قسد إلى أن الطائرات الحربية التركية استهدفت محيط سد تشرين ومدينة دير حافر بثماني ضربات جوية، مما أسهم في تصعيد الوضع الميداني.
ارتفاع حصيلة القتلى
على مدار 23 يومًا من القتال المستمر، ارتفع عدد القتلى إلى 220 شخصًا، من بينهم 62 مقاتلًا من قسد، وفقًا لمراسل “العربية” و”الحدث”. ويُعتقد أن هذه الحصيلة مرشحة للارتفاع في ظل استمرار المواجهات العنيفة والقصف المكثف.
الهجمات المدعومة من أنقرة
منذ أواخر نوفمبر 2024، تصاعدت الهجمات التي تقودها الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا للسيطرة على مناطق استراتيجية في شمال سوريا. وشملت هذه الهجمات مدنًا مثل الطبقة والرقة وبلدات غربي نهر الفرات.
وتأتي هذه التطورات وسط تهديدات متكررة من أنقرة بالقضاء على قوات قسد، التي تعتبرها تركيا تهديدًا لأمنها القومي.
الوضع السياسي والمشاورات
تزامنت الاشتباكات مع لقاءات سياسية بين قسد و”الإدارة السياسية الجديدة” في دمشق، بقيادة أحمد الشرع، في محاولة للتوصل إلى تفاهمات لحل النزاع. وأكد الشرع في تصريحات سابقة أن “كافة الفصائل المسلحة، بما فيها قسد، ستنضوي تحت وزارة الدفاع”.
تداعيات إنسانية وأمنية
يشير المراقبون إلى أن استمرار الاشتباكات في شمال سوريا يزيد من معاناة المدنيين، الذين يعانون بالفعل من ظروف إنسانية قاسية نتيجة الحرب المستمرة منذ سنوات. كما أن القصف التركي، الذي طال عدة قرى وسد تشرين، يهدد بتفاقم الأوضاع، مع مخاوف من تأثيرات طويلة الأمد على استقرار المنطقة.
الخاتمة
تتواصل الاشتباكات في شمال سوريا بين قوات سوريا الديمقراطية والفصائل الموالية لتركيا، مما ينذر بمزيد من التصعيد في ظل غياب أي حلول سياسية ملموسة. ومع تزايد أعداد القتلى، تبدو الحاجة ملحّة لتحرك دولي يهدف إلى تهدئة الأوضاع ومنع المزيد من التصعيد.