فورتشن بيزنس إنسايتس تستبعد العراق من قائمة الدول العربية الأكثر إنفاقاً على الصحة

Advertisements

فورتشن بيزنس إنسايتس تستبعد العراق من قائمة الدول العربية الأكثر إنفاقاً على الصحة

بغداد – اوقات

استبعدت منصة فورتشن بيزنس إنسايتس الأمريكية. المتخصصة في مجال الاستثمار والمال والأعمال، العراق من قائمة الدول العربية الأكثر إنفاقاً على الرعاية الصحية. ويعكس هذا الاستبعاد الواقع المتردي للقطاع الصحي العراقي. الذي يعاني من ضعف الإنفاق الحكومي وتدهور البنية التحتية الصحية في المستشفيات والمراكز الطبية.

تدهور النظام الصحي في العراق

تدهور القطاع الصحي في العراق بشكل كبير منذ عام 2003. حيث بات يُصنف من بين الأسوأ على مستوى العالم. ووفقاً للتقارير. تواجه المستشفيات الحكومية نقصاً حاداً في الأدوية. والمعدات الطبية.والكوادر المؤهلة. كما تعاني المراكز الصحية من الإهمال وسوء الإدارة. ما أدى إلى انهيار ثقة المواطنين في النظام الصحي داخل البلاد.

الفساد والمحاصصة الطائفية يدمران القطاع الصحي

تُعزى الأزمة الصحية في العراق إلى الفساد والمحاصصة الطائفية التي هيمنت على تشكيل الحكومات المتعاقبة منذ الغزو الأمريكي في 2003. فمنذ ذلك الحين، تسيطر الميليشيات الموالية للنظام الإيراني على وزارة الصحة. ما أدى إلى تسييس القطاع الصحي وتوجيه ميزانيته لخدمة المصالح الحزبية بدلاً من تطوير الرعاية الصحية للمواطنين. وقد نتج عن ذلك إهدار الموارد العامة وغياب التخطيط الفعّال لتحسين الخدمات الطبية.

العلاج خارج البلاد: خيار اضطراري

نتيجة لانهيار النظام الصحي، يلجأ العديد من العراقيين إلى السفر خارج البلاد لتلقي العلاج في مستشفيات دول الجوار مثل الأردن، تركيا، وإيران، أو حتى دول بعيدة مثل الهند وألمانيا. يأتي هذا على الرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها معظم المرضى، حيث يضطرون إلى بيع ممتلكاتهم أو اقتراض الأموال لتغطية نفقات العلاج في الخارج.

ويعكس هذا الواقع مدى انعدام الثقة في المؤسسات الصحية العراقية، التي باتت عاجزة عن توفير الحد الأدنى من الرعاية الصحية اللازمة.

غياب الاستثمارات في القطاع الصحي

رغم الثروات الطبيعية والموارد التي يمتلكها العراق، لا تزال ميزانية القطاع الصحي متواضعة للغاية مقارنة بدول عربية أخرى ذات إمكانيات أقل. ووفقاً للخبراء، فإن غياب الاستثمارات في تطوير البنية التحتية الصحية، والتأهيل المهني للكادر الطبي، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية، يجعل العراق متخلفاً عن الركب الإقليمي في مجال الرعاية الصحية.

دعوات للإصلاح وإنقاذ النظام الصحي

مع تزايد التدهور في القطاع الصحي، تتصاعد الدعوات من قبل منظمات المجتمع المدني والمواطنين بضرورة إصلاح النظام الصحي في العراق. ويطالب هؤلاء بإنهاء هيمنة الأحزاب السياسية والميليشيات على وزارة الصحة، وزيادة الإنفاق الحكومي على الرعاية الصحية، وتحسين إدارة المستشفيات، لضمان توفير خدمات طبية لائقة لجميع العراقيين.

ختاماً

يبقى القطاع الصحي في العراق في حالة يرثى لها، وسط تجاهل حكومي واضح لمتطلبات الإصلاح. وبينما يواصل المواطنون تحمل أعباء السفر للعلاج خارج البلاد، تتزايد التساؤلات حول مستقبل الرعاية الصحية في العراق، وما إذا كانت هناك إرادة سياسية حقيقية لإنقاذ هذا القطاع الحيوي أم أن الأزمة ستستمر في تفاقمها.

Exit mobile version