ترامب يخطط لاحتواء إيران من بوابة العراق: منع تهريب النفط والدولار على رأس الأولويات

ترامب يخطط لاحتواء إيران من بوابة العراق: منع تهريب النفط والدولار على رأس الأولويات

واشنطن – بغداد – مع اقتراب عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. بدأت تتضح ملامح سياسته المرتقبة تجاه الشرق الأوسط، حيث تسعى إدارته الجديدة إلى اتخاذ خطوات صارمة لاحتواء النفوذ الإيراني في المنطقة. ووفقًا لمصادر مطلعة. كما إن العراق سيكون الساحة الأولى لمواجهة طهران . مع التركيز على منع تهريب النفط الإيراني والدولار الأميركي عبر الأراضي العراقية.
خطوة أولى: قطع شريان التهريب
أكدت المصادر أن الخطوة الأولى في استراتيجية ترامب ستكون منع إيران من استخدام العراق كنقطة عبور لتهريب النفط. الذي يُعتبر شريانًا حيويًا لاقتصادها في ظل العقوبات الأميركية والدولية. كما ستعمل الإدارة الجديدة على وقف استغلال النظام المصرفي العراقي في تهريب الدولار الأميركي إلى إيران.وهي خطوة تهدف إلى تقويض قدرة طهران على تجاوز العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
وإلى جانب تهريب النفط والدولار. بينما تُولي الإدارة اهتمامًا كبيرًا لوقف تسرّب الأسلحة الإيرانية عبر العراق إلى كل من سوريا ولبنان. في محاولة للحد من نفوذ الحرس الثوري الإيراني والجماعات المسلحة الموالية لطهران في المنطقة.
بحسب المصادر. قد يتخذ ترامب موقفًا أكثر حدة تجاه الوجود الإيراني في العراق. ومن غير المستبعد أن يفتح المجال أمام إسرائيل لتكثيف عملياتها العسكرية ضد الفصائل الموالية لإيران على الأراضي العراقية. في حال لم تنفذ الولايات المتحدة نفسها ضربات مباشرة.
تحديات أمام رئيس الوزراء العراقي
في ظل هذه السياسة الجديدة، يواجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تحديات متزايدة في الحفاظ على توازن سياسي داخلي هش. فالسوداني يسعى لأن يكون رئيس وزراء لجميع العراقيين، لكنه يواجه تيارات حزبية وعرقية ودينية تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة أو تعتمد على دعم خارجي يتعارض مع المصالح الوطنية العراقية.
وتُعد الفصائل المسلحة الموالية لإيران إحدى أبرز العقبات أمام السوداني، حيث تفرض ضغوطًا متزايدة على حكومته في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة.
الفارق بين بايدن وترامب: التركيز على إيران
خلال ولاية جو بايدن، اتسمت السياسة الأميركية تجاه العراق بالتركيز على محاربة تنظيم داعش ودعم الاستقرار الداخلي من خلال التعاون مع الحكومة العراقية. ولم يكن بايدن ينظر إلى الفصائل الموالية لإيران على أنها تهديد مباشر بعيد المدى، بل ركز على الحفاظ على وجود عسكري محدود لدعم القوات العراقية في مواجهة الإرهاب.
هكذا ترامب. يرى في العراق ساحة مواجهة مباشرة مع إيران. حيث يعتبر أن النفوذ الإيراني في العراق يمثل تهديدًا استراتيجيًا يجب التصدي له بشكل مباشر. ومن المتوقع أن تتبنى إدارته نهجًا أكثر صرامة تجاه الفصائل المسلحة الموالية لإيران والأنشطة الاقتصادية غير القانونية التي تمولها طهران.
موقف إقليمي ودولي غير واضح
بينما تتصاعد التوترات المرتقبة بين الولايات المتحدة وإيران في العراق. كما يبقى الموقف الإقليمي والدولي. غير واضح. فقد يجد السوداني دعمًا من الدول العربية والأوروبية التي تشترك في القلق من توسع النفوذ الإيراني في العراق والمنطقة. ومع ذلك. قدرة هذه الأطراف على احتواء ترامب أو إيران محدودة. في ظل تعقيد المشهد السياسي والأمني في العراق.
ما الذي ينتظر العراق؟
في النهاية .من المتوقع أن تؤدي استراتيجية ترامب إلى زيادة التوترات الداخلية في العراق. حيث ستجد الحكومة العراقية نفسها في موقف صعب بين الضغوط الأميركية لاحتواء النفوذ الإيراني. والضغوط الإيرانية للحفاظ على نفوذها داخل العراق.
من ناحية أخرى .هنا السؤال المطروح: هل ستتمكن الحكومة العراقية من الحفاظ على توازنها الداخلي؟. أم أن العراق سيشهد تصعيدًا جديدًا يضعه في قلب الصراع الأميركي-الإيراني؟