انفجار أجهزة الاتصال يفضح هشاشة أمن حزب الله: خسائر بشرية ومادية كبيرة
انفجار أجهزة الاتصال يفضح هشاشة أمن حزب الله: خسائر بشرية ومادية كبيرة و تورط إيراني وإسرائيلي في خرق حزب الله
بيروت – شهد لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين حادثة غير مسبوقة. حيث انفجرت آلاف أجهزة البيجر والـ”ووكي توكي” الخاصة بعناصر حزب الله في عملية مفاجئة ومنسقة بشكل دقيق. هذه الانفجارات، التي وقعت في مناطق مختلفة من البلا. أسفرت عن مقتل أكثر من 30 شخصًا وإصابة نحو 3000 آخرين، معظمهم من أعضاء الحزب.
اعتراف الحزب بالخسائر
في بيان له يوم الخميس، أقر زعيم حزب الله بحدوث ما وصفه بعملية “قاسية وغير مسبوقة”. استهدفت الأجهزة التي يعتمد عليها الحزب في التواصل الداخلي. على الرغم من محاولة الحزب الحفاظ على سرية بعض التفاصيل، إلا أن حجم الأضرار والضحايا . يشير إلى أن العملية شكلت ضربة كبيرة لقدرات الحزب اللوجستية.
الكشف عن تورط إيراني في الصفقة
كما. فجّر عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني.أحمد بخشايش أردستاني، مفاجأة مدوية حين كشف أن إيران كانت متورطة في شراء أجهزة البيجر التي استخدمها حزب الله.
وأوضح في حديثه لموقع “دیده بان ایران” أن طهران شاركت بشكل مباشر في الصفقة، وأن السفير الإيراني في بيروت كان يحمل واحدًا من هذه الأجهزة.
الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي والتفجير
أردستاني أضاف أن الرئيس الإيراني السابق، إبراهيم رئيسي.
هكذا يستخدم جهازًا مشابهًا من هذه الأجهزة. ملمحًا إلى أن أحد السيناريوهات المحتملة في حادثة تعرض لها رئيسي سابقًا قد يكون مرتبطًا بانفجار جهاز البيجر الخاص به.
دور الموساد في العملية
مصادر أمنية لبنانية وإسرائيلية أكدت أن العملية جاءت نتيجة اختراق إسرائيلي لصفوف حزب الله. إذ تمكنت الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) من زرع مواد متفجرة داخل الآلاف من أجهزة الاتصال الخاصة بالحزب، والتي تم شراؤها في شحنة واحدة عبر وسطاء وشركات وهمية في أوروبا الشرقية، تحديدًا في المجر وبلغاريا. عند إرسال إشارة معينة، انفجرت الأجهزة دفعة واحدة في جميع المناطق التي وزعت فيها، مما أدى إلى هذا العدد الكبير من الضحايا.
تساؤلات حول الوسيط
مع انتشار الأخبار عن تورط شركات وهمية في الصفقة، تصاعدت التساؤلات في لبنان حول هوية الوسيط الذي قام بإبرام الصفقة نيابة عن حزب الله. يعتبر الكثيرون أن هذه العملية تمثل نقطة ضعف كبيرة في شبكات الحماية التي يعتمد عليها الحزب في تعاملاته الخارجية، حيث فشل في اكتشاف الاختراق الذي سمح بإدخال أجهزة مفخخة إلى لبنان.
آثار الخرق الأمني على حزب الله
وصف الخبراء الأمنيون هذا الخرق بأنه من أكبر الضربات التي تلقاها حزب الله في السنوات الأخيرة.
من ناحية أخرى . الهجوم يسلط الضوء على اختراقات داخلية عميقة. مما يطرح تساؤلات حول قدرة الحزب على الحفاظ على أمنه في مواجهة التحديات الاستخباراتية الخارجية.
استراتيجيات الموساد المعقدة
يبدو أن الموساد استخدم استراتيجية معقدة ومتعددة المراحل للإيقاع بحزب الله. فمن خلال إنشاء شركات وهمية في أوروبا. نجحت الاستخبارات الإسرائيلية في بيع آلاف الأجهزة المفخخة للحزب دون أن تشكك الأخيرة في سلامتها. وتكشف هذه العملية عن مستوى عالٍ من التخطيط والتنسيق. مما يجعلها واحدة من أعقد الهجمات الأمنية التي تعرض لها حزب الله.
تداعيات محلية وإقليمية
الخرق الأمني الخطير أثار ضجة واسعة في الأوساط اللبنانية والإقليمية. العديد من المحللين يتساءلون الآن عن قدرة حزب الله على حماية بنيته التحتية الاتصالية والعسكرية. خصوصًا في ظل التطور التكنولوجي السريع في عمليات التجسس والاستخبارات .
بناء على ذلك فتح الحادث الباب أمام احتمالات جديدة لتدخلات خارجية في لبنان. وزيادة التوتر بين الأطراف المتنافسة على الساحة الإقليمية. في الوقت الذي يعيد فيه حزب الله حساباته الأمنية. يبدو أن هذه الضربة ستترك أثرًا طويل الأمد على الحزب وعلى قدراته في حماية اتصالاته ومنظومته اللوجستية.