الميليشيات العراقية تستعد لنزع السلاح: هل ينجح ترامب في إعادة رسم خارطة النفوذ الإيراني في بغداد؟
في تطور لافت في المشهد السياسي والأمني العراقي. كشفت وكالة “رويترز” عن استعداد عدد من الميليشيات المدعومة من إيران في العراق لنزع سلاحها. استجابةً لضغوط متزايدة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. خطوة اعتبرها مراقبون بداية تحول جذري في معادلة القوى داخل العراق. وقد يكون لها تداعيات عميقة على مستقبل الميليشيات وعلى التوازنات الإقليمية المتشابكة.
الميليشيات العراقية تحت ضغط أمريكي متصاعد
بحسب تقرير “رويترز”. فإن قادة ميليشيات بارزة، منها “كتائب حزب الله”. و”النجباء”، و”كتائب سيد الشهداء”، و”أنصار الله الأوفياء”، أعربوا عن استعدادهم لمناقشة تسليم السلاح. مدفوعين بتهديدات أمريكية جدية باستهدافهم عسكريًا في حال تجاهلوا الدعوات لنزع السلاح. هذه التطورات تأتي بعد تحذيرات وجهها مسؤولون أمريكيون للحكومة العراقية منذ تولي ترامب ولايته الجديدة في يناير 2025.
دور الحرس الثوري الإيراني وتغير الموقف الإقليمي
من المثير للانتباه أن قادة هذه الميليشيات أكدوا حصولهم على ضوء أخضر من الحرس الثوري الإيراني. لاتخاذ ما يلزم من خطوات لتفادي مواجهة مباشرة مع واشنطن أو تل أبيب. في مؤشر على تغير استراتيجي قد يعبّر عن تراجع نفوذ إيران الإقليمي. لا سيما بعد الضربات التي تعرض لها “محور المقاومة” عقب أحداث طوفان الأقصى في أكتوبر 2023.
حكومة السوداني في مهمة شاقة
في قلب هذا المشهد يقف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الذي يجد نفسه مضطرًا للموازنة بين التزامات بلاده تجاه الولايات المتحدة، وشبكة التحالفات الداخلية والخارجية مع قوى موالية لإيران. السوداني أكد التزامه بفرض سلطة الدولة على السلاح عبر “حوار بنّاء”، دون اللجوء إلى القوة المباشرة، كما صرح مستشاره للشؤون الخارجية فرهاد علاء الدين.
غير أن المهمة تبدو بالغة التعقيد، خاصة مع تاريخ طويل من محاولات سابقة لم تنجح في إنهاء نفوذ الميليشيات العراقية التي نشأت بدعم إيراني منذ الغزو الأمريكي عام 2003 وتحولت إلى قوة عسكرية موازية للدولة.
هل نرى نهاية “الميليشيات الولائية”؟
تقول “رويترز” إن بعض الميليشيات باشرت بالفعل بإخلاء مقارها في مدن رئيسية مثل الموصل والأنبار، وأعادت نشر قواتها بعيدًا عن الأنظار، وسط تحركات أمنية حذرة تشمل تغيير الهواتف والمركبات والمساكن، تحسبًا لضربات أمريكية محتملة.
وتشير التصريحات إلى أن هناك خيارات مطروحة لتحويل هذه الجماعات إلى كيانات سياسية أو دمج عناصرها في القوات النظامية، وهو سيناريو محفوف بالتحديات القانونية والاجتماعية.
الضغوط الأمريكية… هل تثمر هذه المرة؟
تصريحات مسؤولين أمريكيين تكشف عن إصرار واشنطن هذه المرة على تفكيك الميليشيات الشيعية، حتى لو تطلب الأمر إجراءات قسرية. وهو ما أكده المستشار السياسي السابق لإبراهيم الصميدعي، الذي حذر من أن عدم الامتثال الطوعي قد يقود إلى تدخل خارجي مباشر.
مستقبل العراق بين مطرقة واشنطن وسندان طهران
العراق الآن أمام لحظة حاسمة؛ فنجاح مشروع نزع سلاح الميليشيات العراقية قد يعزز سيادة الدولة ويوطد علاقتها بالغرب، لكنه بالمقابل قد يفتح الباب أمام صراعات داخلية إذا ما شعرت قوى مدعومة من إيران بأنها تتعرض للتهميش أو الاستهداف.
في ظل هذا التعقيد الإقليمي والضغوط الدولية المتزايدة، يبقى السؤال الأهم: هل سينجح العراق في إعادة هيكلة مشهده الأمني والسياسي بما يضمن الاستقرار الدائم، أم أن البلاد تتجه نحو جولة جديدة من التصعيد؟
- الميليشيات العراقية
- نزع سلاح الميليشيات
- الضغوط الأمريكية على العراق
- دور إيران في العراق
- حكومة محمد شياع السوداني
- مستقبل محور المقاومة
- تأثير طوفان الأقصى