الملف السوري

لماذا ينهار نظام الأسد في سوريا بهذه السرعة؟

Advertisements

لماذا ينهار نظام الأسد في سوريا بهذه السرعة؟

 دمشق – أوقات :

على مدار الأسبوع الماضي.  تصاعدت الأحداث بشكل لافت في سوريا، مع هجوم واسع النطاق شنّته فصائل المعارضة المسلحة. مما أدى إلى انهيار سريع للنظام السوري في العديد من المناطق. استولى المتمردون على أكثر من 250 مدينة وبلدة وقرية. في حين فقد النظام سيطرته على مناطق استراتيجية كمدينة حلب. ثاني أكبر مدن سوريا. وفي غضون أيام. أصبحت خطوط دفاع النظام تتساقط واحدة تلو الأخرى. مما فتح الباب لتغير جذري في المشهد السوري بعد سنوات من الجمود.

العوامل المؤدية إلى انهيار النظام

1. تآكل الاقتصاد السوري

يعاني الاقتصاد السوري من انهيار كارثي منذ سنوات. مع انهيار العملة السورية بشكل متسارع.  فقدت الحكومة قدرتها على إدارة الاقتصاد أو تلبية احتياجات الشعب الأساسية. على سبيل المثال، انخفضت قيمة الليرة السورية من 1150 ليرة للدولار عام 2020 إلى 17500 ليرة مؤخراً. وفيما يعيش 90% من السوريين تحت خط الفقر. لم تسهم الأرباح الهائلة التي يجنيها النظام من تجارة المخدرات في تحسين الأوضاع المعيشية. بل زادت من استغلال الشعب.

2. ضعف الدعم الخارجي

لطالما اعتمد النظام السوري على الدعم الروسي والإيراني للبقاء. ومع ذلك، فإن العقوبات المفروضة على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، والأزمات الاقتصادية المتفاقمة في إيران. جعلت هذا الدعم شحيحاً وغير كافٍ.

3. تفاقم الفساد والجريمة المنظمة

بينما تحولت الدولة السورية تحت حكم الأسد إلى ما يشبه “دولة مخدرات”. حيث أصبحت الفرقة الرابعة، بقيادة ماهر الأسد. تدير تجارة الكبتاغون وتربطها بشبكات إجرامية داخل الجيش. هذا التغلغل للجريمة المنظمة ساهم في تآكل النظام من الداخل وأضعف قدرة مؤسساته الأمنية على الصمود.

4. ضعف الجيش وانهيار المعنويات

من ناحية أخرى . من الجهود الروسية لتحديث الجيش السوري منذ تدخلها عام 2015. بقيت القوات المسلحة للنظام ضعيفة ومشتتة. أظهرت المعارك الأخيرة تفوقاً كبيراً لجماعات المعارضة المسلحة مثل “هيئة تحرير الشام”. التي طورت قدرات عسكرية نوعية. شملت استخدام طائرات مسيّرة وصواريخ متطورة محلية الصنع.

5. عودة المعارضة الداخلية إلى الواجهة

أدت الأوضاع الإنسانية الكارثية إلى اندلاع احتجاجات شعبية جديدة في مناطق سيطرة النظام. حيث عاد السوريون إلى المطالبة بإسقاط الأسد. كما بدأت فصائل المعارضة السابقة. التي كانت قد “تصالحت” مع النظام في السنوات الماضية، في استئناف القتال وتحقيق مكاسب عسكرية.

تغيّر ميزان القوى العسكرية في سوريا

استطاعت الفصائل المسلحة تحقيق تفوق لافت على قوات النظام. ويعود ذلك إلى:

  • التكتيكات المتطورة: استحداث وحدات نخبة مثل “العصائب الحمراء” و”سرايا الحراري”. التي تستخدم تقنيات متقدمة كالمناظير الليلية والطائرات المسيّرة.
  • الأسلحة النوعية: صواريخ كروز محلية الصنع. وطائرات مسيرة استطلاعية وهجومية. التي أظهرت تفوقاً كبيراً على أسلحة النظام التقليدية.

معركة النظام للبقاء

بينما الهجوم الحالي يهدد وجود نظام الأسد بشكل غير مسبوق. مع تقدم المعارضة جنوباً باتجاه حماة.وتصاعد التحديات في مناطق أخرى مثل درعا ودير الزور. ومع فقدان النظام شعبيته ودعمه الخارجي، يبدو أن إعادة السيطرة على الأوضاع باتت أمراً شبه مستحيل.

في عام 2015. أنقذت روسيا النظام من الانهيار عبر تدخل عسكري مباشر. لكن اليوم. كما لا يوجد منقذ واضح في الأفق. ومع تزايد الضغط العسكري والاقتصادي. قد يكون النظام السوري في طريقه إلى السقوط. وسط معاناة شعبية غير مسبوقة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى