ثقافة
الشاعرة أية سردار: قصيدة التفعيلة أصبحت مُملة والناس تميل للبساطة والسهولة والأختصار

الشاعرة أية سردار: قصيدة التفعيلة أصبحت مُملة والناس تميل للبساطة والسهولة والأختصار

حاورها/ علي صحن عبد العزيز
للحب فضاء رحب وواسع في قصائد الشاعرة (أية سردار) فهنالك المفردة التي تحتوي على القوة التي تحيي نسيج القصيدة ، فلا تبارح تلك المشاهد الإنسانية الاّ وقد خُيِّل أن قصائدها كانت تحديًا واضحًا لقوة أرادتها لتثير في ذهن القارىء متابعة ما تكتبه ، وهذه الاتجاهات أنعكست في مجموعاتها الشعرية (مشاكلنا تحت المجهر / صخب / مدينة البستان) صورًا لذلك السرد الواقعي في تكثيف أسلوبها النثري وفي خلق جو من الأصالة التامة.
(أوقات) كان لها حوار مع الشاعرة أية سردار لتكشف لنا عبر أجوبتها الكثير عن الحركة الثقافية وكانت هذه الاجوبة.
*مصطلح الحداثة دلو الكل يدلو بدلوه للتخلص من تفعيلات كتابة القصيدة ذات الشطرين، ما مدى تقبلك لهذه الفكرة؟

- غالباً نعم هو للتخلص من تفعيلات القصيدة ذات الشطرين وكذلك التخلص من القوافي الموزونة إياها، بالإضافة إلى ميل الناس لقصيدة الحداثة المجردة من الأوزان الشعرية عموماً.
- ماهي أجواء ولادة القصيدة عندك؟
-الظروف المحيطة بي غالباً و (الإلهام).. الذي هو معروف لدى اغلب الشعراء حينما يترجمون مكنونهم الداخلي على شكل (قصيدة). - الاحاسيس والمشاعر ثمر نخلة لا يمكن أن ينالها الشاعر الا حينما تكون أرضه خصبة، على ماذا أنبتت شجرة أشعارك؟
- بالضبط الأحاسيس والمشاعر أساس كتابة القصيدة بشكل عام وشجرتي الشعرية انبتت على الحب والحزن.
- هنالك قول مأثور بأن المعنى في قلب الشاعر ، فمتى تكتبون للقارئ؟
- نحن نكتب للقارئ بمشاعرنا الخاصة والمغزى يلامس قلبه (وما يخرج من القلب يصل إلى القلب) وبذلك أعتقد أن الشاعر يكتب للجميع وليس لذاته أو لشخص معين.
- الكتابة في فنون الأدب الأخرى حالة يبتعد عنها الكثير من الشعراء والشاعرات، إلى من تعزين هذه الظاهرة؟
- برأيي عدم خوض تجارب جديدة غير الشعر وعدم دراية الشعراء بفنون الأدب الأخرى هما السبب في تعزيز هذه الظاهرة.
- مامدى قناعتك بأن الشعر يمكن أن يكون جواز سفر بين شعوب العالم على الرغم من أختلاف السنتهم ولغاتهم؟
- يتوقف ذلك على نوع القصيدة وقائلها وعلى نوعية الشعوب أيضًا لأن الوعي تقرب الثقافات ويبسط العراقيل واللغات.
- اذا ما سلمنا بالحقيقة فإن الشعر الكردي كثير المعاناة من التهميش وربما الأهمال من الإعلام …أين مكمن المشكلة؟
- المشكلة تكمن في الحكومات المتتالية التي حكمت العراق ومنعت نشر الثقافة الكوردية والتحدث باللغة الكوردية على حد سواء لذلك أُهمل الشعر الكوردي عبر السنين.
- أيهما أقرب إليك الكتابة باللغة الكردية أو العربية ولماذا؟
- الكتابة باللغة العربية طبعا الأقرب لي لأن دراستي كانت باللغة العربية فتأثرت بها.
*حسب قناعتك..هل أرتقى الشعر الكردي منبر الأحترافية؟ - طبعًا أرتقى الشعر الكوردي منبر الأحترافية وبرع العديد منهم في مجال كتابة القصيدة الكوردية الموزونة من أمثال الشعراء (نالي) و (شيخ رضا الطالباني) وغيرهم الكثير والكثير.
- مشكلة كبيرة يعاني منها الشاعر أو الشاعرة الا وهي مسألة النقد ، فإذا لم تكن لديك علاقات مع الناقد فأنك من المنسيين، إلى أين يتجه بنا المشهد الثقافي والنقدي؟
-وجود النقاد ضروري حالياً في إبراز وإظهار أسم الشاعر وأعماله الشعرية ، لكنه ليس بالأمر الحتمي حيث يوجد الكثير من الشعراء ممن برزوا على الساحة الأدبية الشعرية قديماً وحديثاً من غير نقاد. - ما بين ديوانك (صخب ومدينة البساتين) ثمة تمرد عاطفي وأنساني..ماهو المسوغ وراء ذلك؟
- النضج الفكري والصراع الداخلي هما السبب وراء ذلك كله.
- أيهما أكثر عناء كتابة محتوى القصيدة ام عنوانها؟
- كتابة محتوى القصيدة الأكثر عناءً بالنسبة لي شخصياً قياسًا لعنوانها.
- تصف الكثير من الشاعرات بأن الرجل لهن يمثل أبرز نقاط وجودها وقوتها..متى يمكنها التخلي عنه؟
- يمكنها التخلي عن الرجل بالإكتفاء الذاتي والأعتماد على روح الطبيعة المتنوعة وليس على الرجل فحسب.
- قصيدة الهايكو والومضة هي المتسيد على الساحة الثقافية ومهرجانات الشعر، ماذا عن قصيدة ذات الشطرين؟
- قصيدة ذات الشطرين أو التفعيلة برأيي صارت مُملة بالوقت الحالي والناس أصبحت تميل للبساطة والسهولة والأختصار بعيداً عن التعقيد والأبيات الطويلة الباهتة لمجرد أنها موزونة ومقفى.
- تقول السيدة ام كلثوم (خصمتك بيني وبين روحي وصالحتك ثاني …إذن لماذا الخصام؟
- أحيانًا الخصام ضروري لراحة الأحبة وترك المجال لتأجج المشاعر بينهم..
- * قصيدة أقرب ما تكون قريبة منك وإليك؟
- (التغريدات)
تغريداتك تعصر فؤادي وتمزقه
وتلقي بالذكريات على نافذة كبريائي
فتتهشم بصمت…
لتداهمني أعاصير اللوعة وتحطم ثباتي
لا القلب يهدأ ولا النفس ترضى
ولا الحنين يُبرر بقائي…
كلُّ الطرقات ونقاط التفتيش والرعاة شهوداً
على ذلك اللقاء.ِ..
ما فرطتُ بك قط يا دائي ودوائي…
أمضيتُ عمري بالتحاشي والإبتعاد عن العيون ولحظها..
عن الأيدي ولمسها..
عن الأحضان وعناقها..
حتى مسني الضر…
وأيقنتُ بقلبكَ ونواياه.. وخلوه من حواء تغريه
هنا.. رميتُ بثوبي على كتفيك وإعتليتُ هامتك
هامسة في أُذنك.. إنطلق بنا إلى أرض العراءِ
حيث لا إنس ولا جان
سِوانا ورب السماء…
نطوف بالصحاري ونرتمي في أحضان الطبيعة
نمزق حواس الخجل وسنين النقاءِ..
لستُ بحمامة أو طير حب
بل ريم الفلا إختصرت بي النساء…
ويحك من نداءٍ لم تلبيهِ لي
أقطعك أشلاءً فأجعلك آيةً في الفناءِ… - (صدر للشاعرة أية سلدار ثلاثة مؤلفات/
مجموعتين شعرية هما :
١- مدينة البستان صدر سنة 2012
٢- صخب صدر سنة 2016 والمؤلف الثالث فهو عبارة عن مجموعة مقالاتي الاجتماعية العامة تم نشرها في عدد من الصحف والمجلات المحلية بعنوان
٣- مشاكلنا تحت المجهر صدر سنة 2019
