اخبار العالمالاخبارالاخبار

إيران أمام تحدٍّ غير مسبوق: ضبط إيقاع شركائها في مواجهة احتمالات صراع أوسع في الشرق الأوسط

Advertisements

إيران أمام تحدٍّ غير مسبوق: ضبط إيقاع شركائها في مواجهة احتمالات صراع أوسع في الشرق الأوسط

 واشنطن – متابعة أوقات

تواجه إيران اختبارًا غير مسبوق فيما يخص اعتمادها على حلفائها وأذرعها في المنطقة، مع اقتراب منطقة الشرق الأوسط من شفا صراع أوسع نطاقًا، بحسب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية. ويثير هذا الوضع التساؤلات حول مدى قدرة طهران على توجيه هذا المحور وتحقيق أهدافها الإقليمية.

محور المقاومة: التحديات الداخلية وتباين المصالح

تأخر ما يُعرف بمحور المقاومة، الذي تقوده إيران ويضم مجموعات مسلحة متحالفة في المنطقة، في الرد على إسرائيل في الأزمات الأخيرة، وقد أشارت وول ستريت جورنال إلى أن هذا التأخير ناجم عن خلافات داخلية ضمن المحور نفسه. هذه الخلافات تأتي كنتيجة لتباين المصالح والأولويات بين هذه الأطراف، حيث لكل منها أجنداته الخاصة وحسابات تختلف عن الأخرى.

رغم أن إيران تمسك بزمام الأمور بشكل عام، إلا أن هذا المحور يشبه إلى حد كبير عربة تجرها خيول جامحة، تختلف فيما بينها بشأن اتجاه السفر. وبينما تفكر إيران في كيفية تنفيذ الرد الانتقامي، تجد نفسها مضطرة إلى دراسة كيفية ضرب إسرائيل وتوقيت هذا الضرب بعناية، وهو ما يعكس تعقيد الموقف السياسي والعسكري الذي تعيشه طهران في المرحلة الحالية.

التحدي الأكبر: ضبط الإيقاع

في هذا السياق، تواجه إيران تحديًا آخر يتمثل في قدرتها على ضبط إيقاع الميليشيات المتحالفة معها، خاصة في العراق واليمن. الجماعات المسلحة في هذين البلدين، مثل الميليشيات الشيعية في العراق والحوثيين في اليمن، يتمتعون بدرجة عالية من الاستقلالية والقدرة على اتخاذ قراراتهم الخاصة بناءً على مصالحهم الوطنية أو الإقليمية.

إيران، رغم قوتها ونفوذها، لا تستطيع دائمًا فرض سيطرتها الكاملة على هذه الجماعات، وهو ما يجعل موقفها أكثر تعقيدًا. وفي ظل هذه الأوضاع، يتعين على طهران الموازنة بين توجيه حلفائها، وضمان عدم اندفاعهم نحو تصعيد غير محسوب يمكن أن يزيد من تعقيد الوضع في المنطقة.

الحسابات الإيرانية المعقدة

مع تصاعد التوترات في المنطقة، تجد إيران نفسها أمام حسابات دقيقة تتعلق بالرد الانتقامي على إسرائيل. إنها بحاجة إلى الرد بطريقة تحفظ هيبتها ونفوذها في المنطقة، لكنها في الوقت ذاته لا تريد الانزلاق إلى مواجهة شاملة قد تأتي بتبعات غير محسوبة، خاصة في ظل الضغوط الدولية المتزايدة والعقوبات المفروضة عليها.

https://awqat.site/%d9%85%d8%b3%d9%88%d8%af%d8%a9-%d8%aa%d9%84%d9%82%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ac%d9%86%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b9/

وفي هذا السياق، يمكن القول إن طهران تمشي على حبل مشدود؛ فهي تسعى للحفاظ على تحالفاتها وموقعها القيادي داخل المحور، وفي الوقت نفسه تتجنب المخاطر التي قد تجرها إلى صراع غير محسوب العواقب.

تضع التطورات الأخيرة إيران في موقف معقد لا يقتصر على مواجهة أعدائها فحسب، بل يمتد إلى تنظيم صفوف حلفائها الذين يتباينون في المصالح والأهداف. وفي ظل هذه التحديات، يبقى التساؤل حول مدى قدرة طهران على ضبط هذا المحور وقيادته بفعالية في ظل الاحتمالات المتزايدة لاندلاع صراع أوسع في الشرق الأوسط.

قدرة إيران على اجتياز هذا الامتحان ستحدد بشكل كبير مستقبل الصراع في المنطقة وترسم ملامح المرحلة المقبلة من التوازنات الإقليمية.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى