تحقيقات

الأنبار.. وخارطة الطريق لإعلاء شأنها وهيبتها ومكانتها

Advertisements

الأنبار.. وخارطة الطريق لإعلاء شأنها وهيبتها ومكانتها

حامد شهاب

وهناك جملة من الملاحظات التي نود عرضها على أنظار أهل الأنبار ورموزهم ونخبهم وشبابهم المتطلع لبناء مرتكزات محافظتهم ، وأبرز ما تواجهه الأنبار من مخاطر وتحديات وكالآتي:

1.      ينبغي أن تدرك أطراف الصراع في الأنبار أن تلك المحافظة تشكل مركز التنافس الدولي كونها محور التقاء طرق المواصلات مع دول المنطقة والعالم..وقد وهب الله محافظة الأنبار ثروات طبيعية وكنوزا من الخيرات ما تزال غير مكتشفة حتى الآن تتمثل في وجود كميات كبيرة من الغاز والفوسفات وحتى النفط غير المكتشف حتى الآن وبكميات كبيرة بإمكانها أن تحول تلك المحافظة مستقبلا لتكون بديل الغرب والعالم الصناعي وزاده الذي يوفر له طاقته الكبرى من الغاز الذي تمتد مساحات تخزينه آلاف الكيلومترات داخل أراضي غربي الأنبار الى محافظة نينوى.

2.      بإمكان محافظة الأنبار أن تدخل ميدان الصناعة والتجارة الدولية ومعالم العمران الحديثة ولتنهض هذه المحافظة وتكون إحدى القلاع المهمة في رسم معالم العراق الجديد وهي محل إهتمام كل دول العالم بغربه وشرقه والكل يحاول أن يجد له موطيء قدم في الأنبار لتكون له القدرة على أن يجد له مكانا بين معالم تقدمها المستقبلي بالرغم من أن أطماع بعض دول الجوار وهي إيران هي الأكثر ظلامية تجاه أهل الانبار وهي تخطط للإستحواذ على مقدرات محافظتهم وبخاصة في أطرافها الغربية ومراكز النفوذ في داخلها وتعمل على إستمالة بعض شخصيات ورموز من أهل الانبار ليكونوا أحد أدواتها للهيمنة والتغيير الديموغرافي المرتقب وهي تحاول (إختراق) جهات في المعارضة ليكونوا أدوات مرتقبة يؤدون أدوارا تخدم أجندة إيران وتوجهاتها وأطماعها المستقبلية وهو ما يعد واحدا من أكثر المخاوف التي ينظر اليها أهل الأنبار على أنها (الخط الاحمر) الذي لاينبغي السماح له أن يبلغ مدياته الخطيرة إن بقي الكثير من أهل الانبار غافلين عما يجري التخطيط له من تآمر شرس يستهدف ترويضهم وازاحتهم عن سلطة القرار من خلال أعوان قبلوا ان يكونوا أدوات لتنفيذ المخطط الإيراني وبعضهم للأسف الشديد في أعلى سلطة القرار أو ممن محسوبون على قوى معارضة ولهذا يعبر أهالي الأنبار في كل مؤتمر أو تجمع أو مناسبة عن مخاوفهم مما يحاك لتلك المحافظة من نوايا ومخططات لاتريد الخير لأهل الانبار وتريد تشتيت قواهم وشملهم لتكون الصراعات من وجهة نظرهم هي الكفيلة بتمزيق وحدة أهلها وكلمتها العليا لكي لاتقوم للأنبار قائمة بعد اليوم لكل نباهة أهل الأنبار وقدرتهم على إكتشاف تلك المؤامرات والخطط الجهنمية قبل بلوغ أهدافها لقادرة على كبح جماح نزعات وتوجهات شريرة تستهدف وجودهم ودورهم العربي العراقي الأصيل وهم الذين سطروا في التاريخ العراقي والعربي ما يرفع رأس كل شرف في العراق والمنطقة الى السماء.

3.      لقد كشف تقرير إقتصادي خطير نشرته مواقع إخبارية مؤخرا عن قيام إيران بسرقات كبرى لثروة للفوسفات العراقية نوع سوبر فوسفات و (DAB الفسفوري) من صحراء غرب محافظة الأنبار وبالتحديد من منجم عكاشات غرب (القائم) على حدود سوريا وهذه المنطقة خارج سيطرة الدولة العراقية..ويكشف التقرير أن العراق يمتلك ثاني أعلى إحتياطي في العالم من الفوسفات بأكثر من 11 مليار طن ويمتاز الفوسفات العراقي بالجودة العالية وقربه من سطح الأرض ويمتلك العراق ثلاثة أنواع من الفوسفات وهي الفوسفات العادي وسوبر فوسفات وفوسفات DAB وهو أغلى أنواع الفوسفات في العالم وسعر الطن يتجاوز الـ 800 دولار أمريكي أما سوبر فوسفات خام سعره 333 دولار للطن وحسب معلومات دقيقة تشير الى أن إحدى الشركات الإيرانية إستخرجت مؤخرا أكثر من 20 مليون طن سوبر فوسفات خام سعر الطن حوالي 333 دولار واستخرجت أكثر من عشرة ملايين طن فوسفات DAB وهو فوسفات ثنائي الأمونيوم ويعد أغلى الأسمدة الفسفورية في العالم.. وفي الانبار أكثر من 60 مليون طن سوبر فوسفات خام سعر الطن 333 دولار تعادل 19 مليار دولار امريكي و980 مليون دولار وأكثر من 40 مليون طن فوسفات ثنائي الأمونيوم الفسفوري سعر الطن أكثر من 800 دولار وهي تعادل 32 مليار دولار امريكي بذلك تكون قد سرقت ايران ما مجموعه 52 مليار دولار من الفوسفات العراقي وليس مسموحا للعراقيين ولا لأهل الأنبار إستخراج الفوسفات أو الغاز الذي يتمركز بكميات كبرى في الصحراء الغربية في محاولة لابقاء إيران هي المهيمنة على تجارة الغاز للعراق وهي تدر عليها مليارات الدولارات.

4.      تواجه محافظة الأنبار ظاهرة خطيرة تهدد مستقبلها ومستقبل أجيالها وتتمثل بمحاولات تغيير ديموغرافي خطير للغاية وإن لم تتم مواجهته بقوة وبتضامن شعبي وحزبي من كل الجهات فإن مستقبل المحافظة يكون على المحك وربما يتعرض للإهتزاز مرة أخرى ولديهم من تجارب التهجير والنزوح والتشرد والقتل والإعتقالات والتغييب مايشكل هاجسا مخيفا، مايزال أهل الانبار يتذكرون مآسيه وهم لايريدون تكرار تلك الأيام القاسية والمريرة التي عاشوها في حقبة إحتلال داعش لمحافظاتهم.

5.      إن أشد مايخشاه أهل الانبار ضمن مخاوفهم التي يعبرون عنها أن هناك ولاءات من بعض ممن أسموا انفسهم بالزعامات أو هكذا يمنون أنفسهم  من أطراف أقليمية أو دولية وهم يسايرون رغبات تلك الدول وهي متغيرات لصالح شخصيات إرتضت لنفسها ان تبدل جلدها بحسب المصلحة الشخصية وتغير نتائج الانتخابات فعندما تكون المصلحة أن يتم التعامل مع المشروع الايراني لأغراض تحقيق مكاسب شخصية يكون هؤلاء أمناء في الدفاع عن ولاءاتهم..واذا ما شعروا أن المصلحة تقتضي تغيير الولاءات لأطراف أخرى فسرعان ما يتم نزع الجلود والأقنعة ولبس وجوه جديدة طالما يحقق له الولاء فرصة التحكم في سلطة القرار ولن يهمهم ضياع مستقبل الرموز الكبيرة في الأنبار التي حاول البعض سرقة أضواءها ليكونوا هم في الواجهة بالرغم من أن أهل الانبار يرفضون محاولات من هذا النوع وهم واعون لما يجري من تبديل الأدوار في الولاءات بين يوم وآخر وهي ظاهرة أدت الى أن ينبري رموز من أهل الانبار لكي يعيدوا التوازن الى معادلة محافظتهم قبل أن تتدهور أحوالها وهم عازمون على إظهار وحدة توجهاتهم لكي ينتقلوا بمحافظتهم الى ما يتمنون لها من عزة ورفعة وكرامة لتعود للأنبار هيبتها كما كانت وتعود مثاباتها ترفرف أعلامها وتزهو بهم بين مدن الدنيا على أنهم الفرسان الشجعان والأبطال الميامين الذين يعترف بهم وبأدوارهم الجبابرة والطغاة من دول كبرى جربت أهل الأنبار بأنهم الرجال الأشداء الذين أذاقوا العدا مر الهوان.

6.      إن الحديث عن مخاطر إنتشار المخدرات في الانبار من دول الجوار وإن كانت لها أهمية قصوى لمحاربة مظاهرها لكن الأنبار إتخذتها بعض الجهات الأقليمية لتكون ممرا لمخدراتها وتستغل ربما بعض ضعاف النفوس والطامعين بجمع الثروة بأي ثمن وكذلك تستغل فقراء الحال لتجنيدهم ضمن توجهاتها التي تشارك بها جماعات وقوى مسلحة تهيمن على مقدرات الأنبار وبخاصة على حدودها الغربية وهي من تشجع مظاهر التجارة بهذا الوباء لكي لايبقى الإتهام موجها اليها في محافظات الجنوب فقط على أنها الحاضنات الأولى لتجارة المخدرات..فشباب الانبار هم أبناء عشائر أصلاء ولهم إرتباط صميمي مع قيم دينهم وأعرافهم العشائرية تمنع الإنجرار في محاولات من هذا النوع وإن ما يتم الحديث عن أن الأنبار تأتي في مقدمة من يتم تهريب المخدرات عبرها أمر غير صحيح بالمرة ولادخل لأهل الانبار في تلك التجارة المخربة للمجتمعات والتي تتورط فيها جهات ومخابرات أقليمية وهي من ترعى شبكات التهريب بعد إن وجدت أن مراكز جنوب العراق قد جوبهت ومن ثم محاصرة أنشطتها الأجرامية وهم الآن يبحثوا عن منافذ آخرى مثل الأنبار بهدف تسقيط دورها ومكانتها وتخريب توجهات وتفكير شبابها ورجالاتها وما دروا أن أهل الأنبار وشبابهم سيقفون بقوة بوجه كل محاولات لكي تجد تلك الظاهرة لها مكانا بين أوساط مجتمعهم.

  7. يعتقد الكثير من أهل الأنبار ومن نخبها وكفاءاتها أن مايجري الحديث عنه عن تضييق على الحريات وتدهور حرية التعبير في الانبار أمر خطير وبخاصة للنخب والكفاءات وحتى للمواطنين بشكل عام..وهناك أحاديث عن تعرض الكثيرين الى إعتقالات وأحكام  على خلاف ما أقره الدستور وحقوق الانسان والحريات الشخصية لمجرد منشور في الفيس بوك أو حضور تجمع سياسي ومن المعروف أن أهل الانبار طوال حياتهم صريحون مع الجميع وربما لايسكتون عن الخطأ والسلوكيات المرفوضة وهم يعدون اي تضييق على الحريات تعديا عليهم وينبغي أن يتم وضع حد لمظاهر التضييق على الحريات من أي نوع إلا تلك التي تسير بإتجاه الفوضى والفلتان فهذا ما لايقبل به أهل الأنبار ويقفون بوجهه وبقوة لكنهم يريدون ضمان التعبير عما يبدون من وجهات نظر يرونها تخدم محافظاتهم وتطور مجتمع محافظتهم بما يرتقي الى مصاف العالم المتمدن والمتحضر في كل بقاعه ومع هذا يبدو الحديث عن تضييق الحريات في الأنبار مبالغ به كثيرا هو الآخر وليس بتلك الطريقة السوداوية والظلامية التي تظهر في الإعلام من شخصيات محسوبة على المعارضة في الأنبار وما يسمونه بتكميم الأفواه بشكل يدعو للقلق في تلك المحافظة.

8. يتحدث البعض من أهل الأنبار وبشكل شبه يومي وعبر فضائيات ووسائل أعلام وتواصل إجتماعي عن تفشي الفساد في مؤسسات الدولة في الأنبار وهم يتحدثون في الإعلام عن حالات تزوير كثيرة بمعاملات تقاعد وضريبة وعن تصاعد الرشى في كل دوائر محافظة الانبار وأصبحت تلك السلوكيات الخطيرة تنخر في جسد المحافظة وإن الجهات السياسية التي تهيمن على تلك الدوائر والمؤسسات كما يؤكدون هي من تشجع مظاهر الفساد او تغض النظر عن مرتكبيها ولا تحاسب المتورطين بها بل وتحميهم ولم يعد بمقدور أهل الانبار تحمل تبعات تلك الظاهرة التي إستفحلت بدرجات خطيرة تهدد مستقبل المحافظة وسمعتها في الصميم.

9. إن صراع ما يطلق عليه بـ (الزعامات) على السلطة في الأنبار هو المرض الذي إستشرى في الآونة الاخيرة بين قوى سياسية لايهمها سوى مصالحها الشخصية ، هي من تريد ادخال الأنبار في منزلق صراع دام ليس له ما يبرره وليس لأهل الأنبار فيه ناقة ولا جمل في وقت أضاع هؤلاء أنفسهم مستقبل محافظتهم واذا ما بقي هذا الصراع يحتدم بينهم فإنه سينعكس بآثاره الخطيرة والضارة على محافظتهم.  

إن ما نريد التوصل اليه في خاتمة هذا الإستعراض الحيوي والمهم هو أن تعود الأنبار الى حالة توازنها وتسعى لإستعادة دورها ومكانتها على مر التاريخ..وهو ما تتفق عليه الآن أغلب زعامات الانبار ورموزها ونخبها وكفاءاتها برغم كل إختلافاتهم وتوجهاتهم وهم الآن يضعون معالم (خارطة طريق) لتدعيم نهضتها وشموخها وكبريائها وكيف لا وهم أصحاب العقول النيرة ومن خبروا حكم الدول وبناء مؤسسات الدولة العراقية طيلة حقبها المضيئة..وما إن تم تجاوز رموزهم ودورهم ومكانهم حتى ضاع العراق وضاع مستقبله وهم يسعون الى إعادة وإستعادة دورهم والتاريخ صفحاته المشرقة يقف معهم وكل أخيار العراق والعرب يتطلعون الى أن يكون أهل الأنبار هم الأمل المرتجى ليعود للعراق وجهه الطبيعي الأصيل وتعود الكرامة والسيادة الى أرضه وسمائه والكرامة لشعبه وليبقى العراق أبيا رافع هاماته الى حيث ترفرف أعلام العز ورايات الكرامة والسيادة.. وأهل الأنبار هم من تعلق عليه حرائر العراق وكل شرفائه الآمال بعودة فجرهم العراقي الأصيل ليعود العراق كما كان البلد المهاب القوي الأمين بعون الله وهمة رجاله الأشاوس الميامين.. وإن الله على نصرهم لقدير!!

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى