لحث القراء نحو تفعيل قراءة الكتب الطباعة اللونية …خطوات لكسب القراء

Advertisements

لحث القراء نحو تفعيل قراءة الكتب الطباعة اللونية …خطوات لكسب القراء

 تحقيق / علي صحن عبد العزيز

باتت قراءة أوراق الكتب الملونة من المحرّكات الأساسيّة والرئيسية لدفع عجلة القراءة وتنامي مستوى الإقبال عليها مع اختلافها وتنوّعها، وذلك لأنّ هذا التوجه والنشاط يرتبط ارتباطاً نحو ميولهم للقراءة كركيزة أخرى تقدمها الثورة التكنولوجية والإلكترونية ، لتتعامل كثيرًا مع ملامح حياتنا وعاداتنا، ونتيجة لذلك فلقد تغيرت معها رغبتنا لقراءة الكتب الملونة والتي ساهمت بتجديد العلاقة مع القراء ودور النشر على حد سواء ، فبعد أن كان الكتاب المطبوع بالأسود والأبيض عمود الطباعة ولسنوات طويلة ، بدأ الكتاب عصر طباعة الكتاب الملون وحتى الإلكتروني بالحلول تدريجيًا محل الكتاب ليقدم نفسه بديلا للقارئ بغية جعل القراءة تتمتع بنسبة عالية من التفاعل والقراءة.

( موقع أوقات الالكتروني ) توجهت إلى نخبة من رواد الأدب والثقافة ،وطرحت عليهم سؤالين بشأن هذا الموضوع ، هل تعتقد بأن نسبة الإقبال على قراءة الكتب الملونة سوف تزداد لتقديم باقات متنوعة من الكتب تناسب كل الأذواق والاهتمامات ، ولا سيما من حيث وضوح الكلمات بالقياس إلى أرضية لون الكتاب ، وما مدى تقبلك على قراءتها قياسًا عند قراءة الكتب العادية باللون الأسود ، وكانت هذه الآراء الواردة.

تحقيق المتعة النفسية

عبد الجبار شكري / دكتور علم النفس والاجتماع وشاعر وروائي/ المغرب :

تطور التكنولوجيا المعاصرة في مجالات النشر والابداع والصورة ، أخذت تتطور بمقياس الحاجات النفسية للناس وحاجتهم إلى اللذة السيكولوجية البصرية نتيجة الضغط والاكراهات ، ونتيجة المعاناة من المشاكل اليومية ، وكان الناس في السابق لكي يخففوا عنهم هذا الضغط النفسي يلجأون إلى الحدائق أو الغابات أو البحر ليمتعوا أنفسهم بمظاهر الطبيعة الجميلة ، والكتاب في شكل طبعته التقليدية بدا الناس ينفرون منه ، وإن كان يفيدهم من الناحية المعرفية ، لكن في شكله وطبعته لونه الأسود يخلق عند القارئ نوع من الكأبة ويتركونه ويلجاون إلى برامج وثائقية مصورة من أجل الاستفادة منها ومن أجل تحقيق المتعة النفسية من جهة ،وكذلك فإن نسبة الإقبال على قراءة الكتب الملونة سوف تزداد لتقديم باقات متنوعة من الكتب تناسب كل الأذواق والاهتمامات ،ولا سيما من حيث وضوح الكلمات بالقياس إلى أرضية لون الكتاب ، ولذا كان التوجه الجديد للطباعة والنشر للكتاب الذي أدخل الألوان والصور المعبرة عن الأحداث في الكتاب ، تثري خيال القارئ فيؤسس مخايله عالما الفضاءات الممتعة تشده إلى إنهاء قراءة الكتاب مما يفيد القارئ ويمتعه في نفس الوقت ، أما بشأن مدى الإقبال على قراءة الكتب الملونة ،فيعجبني كثيرا الكتب الملون التي تحتوي على صور ايحائية ومعبرة عن الأحداث، سواء في القصة والشعر والرواية أو كتب التاريخ ، فمتعة العين برؤية جمالية الصورة تريح النفس وتمتعها.

عامل الترويج والإقبال

الإعلامي والأكاديمي /حيدر الأسدي :

كيف السبيل إلى النهضة بأمتنا والارتقاء بحضارتنا؟ كيف نعيد مجدا كنا نملكه وعلما كنا ننشره في شتى بقاع الأرض وفي جميع المجالات؟ ما الطريق إلى سيادتنا وعودتنا في مقدمة الأمم؟ بلا شك ان القراءة تعد المعيار الأساسي لقياس مدى تطور الامم وازدهارها ومفتاح العلم والمعرفة ،وتعتبر نقطة الانطلاق للإبداع والابتكار ،ولكن ومع الأسف الشديد نجد في مجتمعنا عزوفا عن القراءة ، بحيث لا يمارسها إلا النخبة المثقفة في المجتمع ،أن طلبة الجامعات الذين يسعون من أجل الامتحانات أو الحصول على الوظائف ،بل هناك فئات قليلة من تقرا لأجل العلم والتحصيل المعرفي ،فنحن للأسف فقدنا أساس العلم والمعرفة ومفتاح الرقي والحضارة وسبب التقدم والتطور ألا وهو القراءة ، فالكتاب صديق لا يمل ورفيق يؤنس ويسلي ويثقف، ومهما تعددت وسائل اكتساب العلم والمعرفة ، وتنوعت في العصر الحديث ، ومع كثرة ينابيع القراءة واختلافها تبقى الركن الأساسي نظرًا لما تمتاز به من يسر وسيلتها ، والسرعة فيها والانطلاق في مجالاتها وألوانها المختلفة ومصادرها الكبيرة والكثيرة وستكون عاملًا مهمًا في الترويج والاقبال عليها ، والتي كنا في فترة من الفترات التي مرت علينا نهتم بها ونقبل عليها بشكل منقطع النظير ،فمن أراد أن يقرأ قراءة مفيدة “ليكن غرضك من القراءة اكتساب قريحة مستقلة وفكر واسع، وملكة تقوي على الإبتكار، فكل كتاب يرمي إلى إحدى هذه الثلاث فأقرأه.

اللون وتفسير المضمون

عبد القادر الخليل/ فنان وناقد تشكيلي/ اسبانيا : ما زالت دموع كثيفة تتفقد مكاتب بغداد في عهد العباسيين ، وكانت كتب في الأسود والابيض ومازال كتب قرطبة مراجع ثقافية وعلمية لكل المهتمين وكتبت في الاسود علينا في التطور، لكن جوهرة الكتاب بما تحمله الكلمات وليست من مناظر الألوان ، ليس هناك من غلاف ملون يعطينا تفسير المضمون ، عليك فقط أن تتذكر أن الكتاب هو أفضل دعم صمد أمام المد الرقمي ورقمنة الثقافة، فالقراءة التقليدية تتطلب أن تكون بطيئة ذات تعمق فردي على عكس القراءة الديجيتالية ، والتي هي قراءة سطحية ، فمن السهل جدًا الحصول على النصوص الرقمية وإزالتها، وهي مشكلة تجعلنا نتساءل عن متانة النص الديجيتالي في المستقبل ، على العكس من ذلك فإن الكتاب المطبوع عمل متكامل يجمع بين الجمال والمظهر الكتاب المطبوع لديه الكثير من المحاسن وهو الأفضل لكل مستقبل.

الارتقاء بالجهد

إياس جعفر / فنان تشكيلي ومصمم رسوم متحركة / مقيم في تركيا: حتمًا اللون له قيمة أكبر بالتأثير على القارئ و المشاهد لأغلفة الكتب ، ومع التطور أصبح حاجة ملحة لرفع مستوى طبيعة الأغلفة لترتقي لفن بحد ذاته ، ولذا فإن التطور بتقديم نوعية أغلفة الكتب وتحويلها لكتب إلكترونية لا يلغي جمالية لمس الكتاب باليد والإحساس بنوعية الورق ورائحة الكتب خاصة إذا كانت مطبوعة حديثًا ، فالكتب الإلكترونية تكون جافة بمقارنة مع الكتب المطبوعة وتلغي جزءً من المتعة للقارئ حسب رأيي ، ولكن هذا لا يلغي اختيار الغلاف بدقة ودراسة لتتماشيه مع محتوى الكتاب بكلا الحالتين سواء كان مطبوعاً أو إلكترونياً.

حوافز للقراءة

أحمد بياض/ شاعر / المغرب : الشيء الأساسي ليس في الألوان ، ربما بالنسبة المجلات والجرائد وعلى الصفحات الإشهارية ، إما بالنسبة إلى الإصدارات فهو شيء آخر ، فالتقييم يتجلى في أهمية ما نشر وليس في التزييف أو الإكسسوارآت ، وذلك ليتسم النص بشكل من الموضوعية ويبقى الحافز لقراءته حمولته اللغوية والفكرية وشعلته الثقافية ، فالألوان ليست بديلة عن ذلك ، وأنا أظن من سيساعد على القراءة الإعلام الجدي والذي يسعى إلى النهوض بالثقافة عليه مواكبة الاصدارات وإعطاءها قيمتها حسب جودتها وهذا شيء ضروري .

وسائل إيضاح

بلال الجميلي / إعلامي وشاعر :

بالتأكيد هذا يدخل في جانب الراحة النفسية وربما تندرج الألوان من ضمن وسائل الايضاح الايحائي للمادة الداخلة للكتاب ، علاوة على راحة العين ومدى تأثير لون الخط وحجمه وحتى لون خلفية الكتابة على قدرة القارئ على المطاولة في القراءة ، ولو بحثنا عن دراسات عن الموضوع ربما سنجد ما يعلل الأمر علميًا وصحيًا.

الحث على القراءة

نرجس عمران / شاعرة / سوريا : مع

ولوج التكنولوجيا عالمنا وبشكل قوي ورهيب ، حيث غزت الثورة الإلكترونية مفاصل حياتنا بأدق تفاصيلها ، ما نتج عنه إهمال الكتاب الورقي ، لذلك كان لابد من إعادة تقوية العلاقة بين القارئ الذي فضل القراءة الإلكترونية على الورقية لسهولتها ، وإعادة المكانة السابقة للكتاب لذلك وجدنا تطورات في العالم الورقي عموما والكتاب خصوصا ، فصارت الكتب الملونة وهي ضرورية خصوصًا للأطفال الأعزاء ، لأنها تشدهم وتحفزهم وأيضًا تدخل نوع من البهجة في نفوسهم ، وتلفت عناية السادة القراء الكبار أيضا كنوع من التجديد لإعادة الكتاب إلى رونقه السابق ، وحث القراء والكتاب على الطباعة والنشر ، وفعلًا حققت شريحة إضافية من القراء ولو بنسب مختلفة وذلك لحب الناس في التجديد والتغيير.

تحديد ألوان الخطوط

رسول مهدي الحلو / كاتب وصحفي : في الحقيقة غير متأكد من إن تلوين الخط له دور كبير في أغراء القراء ليقروا الكتب بتمعّن، واضح جدا إن الألوان والتصاميم لها أكبر الأثر في استقطاب المارة لقراءة لوحات الإعلانات والبوسترات ، لكن فيما يخص الكتب لا أجد فرقًا كبيرا بين الألوان واللون الأسود والأبيض هذا ما اقيسه على نفسي، وينبغي أن نؤكد أيضًا إن المرحلة العمرية والاعتياد لهما الأثر الكبير في تحديد ألوان الخطوط ،وأنا كقارئ متواضع أميل إلى القراءة باللون الأسود والأبيض ولا يعني ذلك لا أقرأ بالألوان فلو أهدي لي كتاب بالألوان مؤكد سأقرأه بلهفة خصوصًا إذا كان من الكتب المهمة.

مؤثرات إعلامية

معروف مطرب / المغرب : في الماضي

كان الكتاب يغري قراءه بشكل كبير جدا، وهذا الإغراء كان يتمثل في عنوان الكتاب، وما يتضمن من مضامين المحتوى الكتابي، والسردي، أو الروائي، أو القصصي، لذلك كان القارئ لا ينظر إلى جمالية الكتاب من حيث اللون والصورة، بل من حيث المضمون والمحتوى، لكننا اليوم نرى الناس  انقسموا إلى ثلاثة أقسام، منهم من أصبح في حالة فتور عن القراءة، ونوع أصبح لا يقرء الكتاب من مضمونه بل من عنوانه فقط، وهذا النوع أصبح عازفا عن القراءة لأنه كون قناة تامة بأن ما بات يطبع وينشر لا يرقى لأن يشترى أو يقتنى ويقرئ، فيما الفئة الثالثة من الناس، لا تحب أن تقرء سوى الكتب المطبوعة بالألوان والمحتوية على جزء بسيط من القص أو الحي أو السرد، إذ لم يعد لديه متسع من الاستيعاب الفكري، نتيجة لما تملك عقله من مؤثرات إعلامية ورقمية، وبالنسبة لي أنا أحبذ طباعة الكتاب بالألوان، لأنها هي الطريقة الوحيدة لجذب الأطفال والشباب من أجل القراءة، عبر استمالتهم من حيث هذه الطريقة “الطباعة الملونة” فالنحل لا تستهويه الورود السوداء والبيضاء، بل الورود ذات الألوان كما هي الحالة بالنسبة للفراشات.

قيمة جمالية مميزة

علي عليوي / تشكيلي : بما أنني تشكيلي ومصمم وخطاط اقدر أكثر من غيري في علمية الألوان وتأثيراتها الجمالية والحسية والفنية في الطباعة الحديثة من خلال العين الواعية والمدربه والمثقفة على الإبداع والفهم والقبول ، وقد أصبح القديم ارشيف فقط دون طعم أو نكهه تقبل قراءته على مضض فحين تتصفح مطبوع تراه ممل بغير وسائل الترغيب والتشويق والأثارة ومظاهر الجمال لما للطباعة الحديثة من سحر وتأثير نفسي وجمالي على العين البشرية ، فبعد أن بقي الكتاب المطبوع عمود صناعة الثقافة والوعي منذ اختراع الطابعة عام 1447، فقد تطور العلم وبدأ الكتاب الإلكتروني بالحلول تدريجيًا محل الكتاب الورقي، مستعينا بفورة التكنولوجيا واقتحامها كل مجالات حياتنا، وتقدم نفسها بديلًا يختصر على القارئ الوقت والمال والمساحة، ويجعل القراءة تجمع بين الفائدة والمتعة والتفاعل ، فمن خلال القراءة تستطيع التركيز والفهم أكثر بالأعتماد على نوعية الورق، والألوان الجذابة ويشعر أنه يسيطر على المادة أمامه ، ويشعر أنها أكثر واقعية ،وهناك عناصر ترتبط سويًا لتسهم في القيمة الجمالية المتميزة لهذا المطبوع أو ذاك وكذلك فلسفه الألوان وأنعكاساتها النفسي وتأثير عناصر التصميم كذلك من خلال الأشكال والكتابات والصور والألوان والظل والنور والفراغ والملمس ، وأن أستخدام إدارة الألوان سيؤدي في أغلب الأحيان إلى الحصول على نتائج أفضل في زيادة الإقبال على القراءة وجذب مختلف الاذواق والأهتمام بكل المستويات الفكرية والثقافية والفنية.

Exit mobile version