تحقيقات

(رائحة رز العنبر) الجذابة   تبهج الروح وتنعش حقول   محافظات الفرات الاوسط العراقية

Advertisements

(رائحة رز العنبر) الجذابة   تبهج الروح وتنعش حقول   محافظات الفرات الاوسط العراقية

  النجف – أوقات

اكتست حقول  محافظات الفرات الاوسط  باللون الأخضر مع عودة زراعة الرز إليها بعد غياب استمر سنوات بسبب ندرة المياه وموجة الجفاف التي أصابت المنطقة. في العام الماضي لم تتجاوز زراعة رز العنبر في النجف بمختلف أصنافه 3150 دونماً، بعد قرار منع الزراعة وحصرها بمناطق صغيرة للغاية بهدف حفظ البذور، أما اليوم فإن أكثر من 80 ألف دونم بدأت بالفعل زراعة الصيف في عاصمة الرز العراقي المعروف بالعنبر، والشهير بمذاقه المميز وعطره منقطع النظير والطلب المتزايد عليه في أسواق الخليج، وبدأ تطبيق الخطة الزراعية في 20 حزيران الماضي، وعلى الفور سارع المزارعون الذين تطل أراضيهم على النهر إلى الزراعة، وقد أتموا في هذه الأيام الرية الثانية، وستبقى الدفعات مستمرة على طول الموسم حتى موعد الحصاد في تشرين الأول، أما أولئك الذين تقع حقولهم في العمق على مسارات موازية للنهر فقد ترددوا قليلاً في نثر البذار حتى يتحققوا من أن المياه ستصلهم بالفعل، وانعكس هذا على مراحل نمو العنبر في أراضي المشخاب مثلاً بسبب أوقات الزراعة المختلفة، فثمّة مَن حرث ونثر البذور وغمر الأرض بالماء (الفيض) في وقت مبكر قبل موعد إقرار الخطة الزراعية في (1-6-2024) لأنه متأكد من شموله بالخطة، وآخرون انتظروا تنفيذ الخطة الذي بدأ في (20-6-2024) ليضمنوا وصول الماء إلى أراضيهم بنظام (المراشنة)، وسط مخاوف من انقطاع المياه لأسباب عدة منها التجاوزات، لتبقى المجموعة الثالثة البعيدة عن شط المشخاب بلا زراعة، ولذا يطالب المزارعون بالتعويضات المالية التي يحصلون عليها أحياناً.

 اتمام  الرية  الثانية

أغلب الفلاحين والمزارعين أتموا الرية الثانية لزراعة محصول الرز. الخطة أقرت زراعة 80 ألف دونم في المحافظة، وقد تصل لأكثر في بعض المناطق.المشاكل المطروحة هي تخوف الفلاحين وعدم الزراعة بسبب شح المياه، وبعض المناطق لم تصل إليها الإطلاقات المائية بسبب نظام المراشنة.توجد تجاوزات من قبل بعض الفلاحين بسبب قرار الوحدات الإدارية واللجنة الزراعية (الري، الشعبة الزراعية، الجمعيات الفلاحية) بعدم شمولهم في زراعة الأرض والتعويض إن حصل، وكذلك عدم شمولهم بأي مستحقات من الزراعة بما يخص السماد والمبيدات.

.تجدر الإشارة إلى أن المساحات التي زرعت محصول العنبر في عموم النجف ابتداءً من يوم 20-6-2024 على النحو الآتي:

العباسية 22194 دونم

القادسية 17945 دونم

المشخاب 13500 دونم

الحرية -8564 دونم

الحيرة 8510 دونم

الرضوية 4000 دونم

المناذرة 2448 دونم

الحيدرية 740 دونم

الكوفة 592 دونم

 حقول غماس  تنتعش من جديد

بلغت مساحة الأراضي المزروعة بالرز و  بحسب  شعبة زراعة غماس نحو 51 ألف دونم، وتم توفير الأسمدة واليوريا للفلاحين لضمان موسم وفير، متوقعاً أن يصل إنتاج الرز هذه السنة إلى ما يقارب 150 ألف طن. في المقابل وجد الفلاحون الذين أقبلوا على زراعة الرز مشكلتين أساسيتين، أولهما انقطاع التيار الكهربائي الذي يشغل مضخات الري عند نهر الفرات، والثانية تتمثل بعدم فعالية المبيدات الحشرية التي وفرتها وزارة الزراعة ما اضطرهم إلى شراء مبيدات من السوق بأسعار مرتفعة.

قال  المزارع محمود صالح، إن “المبيدات الزراعية التي زودتنا بها الدولة والتي نكافح بها الآن لا تقضي على الدغل والديدان، الأمر الذي اضطرنا لشراء مبيدات من الأسواق التجارية بأسعار باهظة بمبالغ من 50 ألف إلى 100 ألف دينار نستعملها من أجل ضمان إنتاجية أكبر”.وأعرب الفلاح حسن الزيادي صاحب أرض في قضاء غماس عن غبطته بتمكنه من زراعة أرضه بالرز بعد أن ظلت بورا طوال أربع سنوات، ولكنه اشتكى من انقطاع التيار الكهربائي.وقال “مرت أربع سنوات وأرضنا بور، لم نزرع الشلب (الرز)، هذه السنة قالوا لنا (وزارة الزراعة) أن نزرعه وإنهم سيوفرون لنا الماء، ولكنهم قطعوا عنا الكهرباء.”

وأعرب الزيادي عن قلقه من أن يحترق الزرع من قلة المياه وشدة الحر لعدم تمكنه من ري الأرز الذي يحتاج إلى وفرة المياه، قائلاً “في هذا الوقت الذي تتطلب الأرض فيه اهتماما وسقاية قطعوا عنا الكهرباء، الأمر الذي يهدد زرعنا بالتلف وسيؤثر علينا سلباً. نحن الفلاحون تعبنا ولا نستطيع تحمل المزيد من الخسائر”.

من جهته أفاد حسين الفتلاوي وهو صاحب أرض زراعية غرسها الرز أن انقطاع الكهرباء جاء على خلفية عدم تسديد الفلاحين لفواتير متراكمة عليهم منذ سنوات.وقال “بدأت مديرية كهرباء الديوانية بقطع الأسلاك العائدة للمضخات بحجة عدم دفع الفواتير المتراكمة، قطعت عنا الكهرباء بسبب الديون، فالفلاح لم يسدد ديونا منذ أربع سنوات لأنه لم يكن هناك زرع يوفر له دخلا”.وأضاف قائلا “إذا لم تتوفر الكهرباء لتشغيل المضخات الموجودة عند النهر لا يمكننا ري المزروعات، فهذا الزرع مرهون ويحتاج للماء والكهرباء”.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى