“هنا بغداد”.. صوت لا يُنسى في ذاكرة العراقيين

“هنا بغداد”.. صوت لا يُنسى في ذاكرة العراقيين
أول بث تلفزيوني عربي من بغداد.. حكاية بدأت عام 1956
بغداد | خاص
في مساء يوم الإثنين، الثاني من نيسان عام 1956، أطلق المذيع محمد علي كريم أول بث تلفزيوني في العالم العربي من بغداد. عندما قال بصوته الذي دخل التاريخ: “هنا محطة تلفزيون بغداد”. ومن شارع الرشيد. هكذا بدأ العراقيون كتابة فصل إعلامي جديد، بينما لم تكن أغلب الدول العربية قد تعرفت بعد على التلفزيون قائلا.
“هنا محطة تلفزيون بغداد”.
بهذه العبارة، وُلد أول بث تلفزيوني في العالم العربي. من قلب شارع الرشيد في بغداد. ليبدأ العراق حكاية إعلامية سابقة لعصرها، بينما كانت معظم الدول العربية لا تزال غارقة في دهشة الراديو.
🡺 اقرأ أيضًا: أبرز المحطات الإعلامية في تاريخ العراق
من الأبيض والأسود إلى كل بيت عراقي
انطلقت تجربة تلفزيون العراق بتقنيات الأبيض والأسود، لكن مضمونها كان غنيًّا بكل ألوان العراق. حيث أصبح التلفزيون في خمسينيات القرن الماضي نافذة تطل منها العائلات العراقية على الفن، والثقافة، والسياسة، في وقت كانت فيه هذه التقنية نادرة ومحدودة الانتشار حتى في أوروبا.
ومع مرور الوقت، تحولت شاشة تلفزيون بغداد إلى مرآة وطن، تعكس نبض الشارع العراقي من الموصل إلى البصرة، ومن أربيل إلى النجف.
شهادات من صُنّاع الشاشة
جمال محمد، المخرج المعروف، روى لنا إحدى ذكرياته قائلاً:
“أخرجت أول فيديو كليب لكاظم الساهر في تلفزيون بغداد.. كانت محطة لا تتكرر.”
أما نزار شهيد الفدعم، فقال بأسى:
“تلفزيون بغداد صار من الماضي، وما بقي منه إلا تسجيلات متفرقة. نبكي عليه كل سنة بذكرى تأسيسه.”
بينما أشار الناقد المسرحي علاء كريم إلى الفرق الجوهري بين الإعلام في الماضي والحاضر قائلاً:
“تلفزيون العراق زمان كان أكثر تأثيرًا ومتابعة من القنوات الحالية، وكان عليه رقابة صارمة.”
🡺 ذات صلة: تأثير التلفزيون على الثقافة العراقية في القرن العشرين
لماذا تبقى هذه العبارة محفورة في الذاكرة؟
بناء على ذلك يعود السر في خلود هذه الكلمة إلى ارتباطها العاطفي بزمن كانت فيه الصورة أكثر صدقًا والكلمة أكثر وقعًا. كما أن هذه التجربة الم pioneering (الرائدة) جعلت العراق محط أنظار المنطقة في مجال الإعلام.
هكذا إلى اليوم. ما زال صوت هذه العبارة يستحضر الحنين والاعتزاز. لا سيما في المناسبات الوطنية وذكرى تأسيس التلفزيون. كما ظل في ذاكرة العراقيين .
نظرة إلى المستقبل: هل يعود التلفزيون العراقي إلى مجده؟
في ظل تطور الإعلام الرقمي، يبقى السؤال مفتوحًا:
هل يمكن أن تعود شاشة بغداد إلى ريادتها؟
وماذا لو تم رقمنة الأرشيف التلفزيوني العراقي وإتاحته للجمهور؟
في النهاية هذه الأسئلة باتت تُطرح بقوة من قبل صُنّاع المحتوى والمهتمين بتراث العراق الإعلامي.
🡺 شاهد أيضًا: تلفزيون العراق الرسمي: من التأسيس إلى التحديات
الوسوم (Tags):
#هنا_بغداد
#تلفزيون_بغداد
#ذاكرة_العراقيين
#الإعلام_العراقي
#التراث_الإعلامي
#تاريخ_العراق
#كاظم_الساهر
#المسرح_العراقي