مجزرة حديثة: الجريمة المروعة التي ارتكبها الجيش الأمريكي في العراق

مجزرة حديثة: الجريمة المروعة التي ارتكبها الجيش الأمريكي في العراق
واشنطن – 28 أغسطس 2024:أوقات
كشفت مجلة “نيويوركر” الأمريكية في تقرير استقصائي جديد، تفاصيل جديدة ومروعة عن مجزرة حديثة التي ارتكبها مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) في العراق عام 2005. وجاء التقرير ضمن بودكاست بعنوان “في الظلام”، حيث عرض لأول مرة أدلة دامغة وشهادات توثق مقتل 24 مدنيًا عراقيًا بدم بارد في قضاء حديثة بمحافظة الأنبار، بينهم نساء وأطفال، على يد الجنود الأمريكيين.
وفقًا لما جاء في التقرير، وقعت المجزرة في 19 نوفمبر 2005 بعد انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية للمارينز، مما أسفر عن مقتل جندي أمريكي وإصابة اثنين آخرين. ورد الجنود الأمريكيون بقتل المدنيين في المنطقة المحيطة، حيث اقتحموا ثلاثة منازل وقتلوا كل من بداخلها، بمن فيهم فتاة صغيرة تبلغ من العمر ثلاث سنوات ورجل مسن يبلغ 76 عامًا.
وأشارت مراسلة “نيويوركر” مادلين باران، التي قادت التحقيق الاستقصائي، إلى أن الجنود قاموا بتوثيق الجريمة بالصور وترقيم الجثث، مما خلق أدلة قوية على ارتكابهم جريمة حرب. وعلى الرغم من ذلك، لم تتم محاسبة أي من الجنود المتورطين، وتم إغلاق التحقيقات دون محاكمات تذكر.
أثار التقرير تساؤلات حول غياب العدالة في هذه القضية، وما إذا كانت ستتم إعادة النظر في محاسبة المسؤولين عن المجزرة. هذه القضية، التي ظلت منسية لعقود، تعيد إلى الأذهان التكلفة الإنسانية الباهظة للحرب على العراق، وتسلط الضوء على التحديات المستمرة لتحقيق العدالة في مثل هذه الجرائم.
في عام 2005، ارتكب الجيش الأمريكي واحدة من أبشع الجرائم في العراق بعد الغزو الأمريكي للبلاد، في حادثة سُميت لاحقًا بـ “مجزرة حديثة”. كشفت مجلة “نيويوركر” الأمريكية في تقرير استقصائي جديد، أُذيع عبر بودكاست تحت عنوان “في الظلام“، عن حقائق مفجعة تظهر لأول مرة حول تلك المجزرة التي ارتكبها مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) في قضاء حديثة بمحافظة الأنبار، غرب العراق.
تفاصيل المجزرة
وقعت المجزرة في الـ 19 من نوفمبر عام 2005، حين انفجرت عبوة ناسفة مزروعة على الطريق في وجه قافلة للمارينز في مدينة حديثة، مما أسفر عن مقتل جندي أمريكي وإصابة اثنين آخرين. كانت ردود فعل الجنود الأمريكيين على هذا الحادث مأساوية ومروعة، إذ قاموا بقتل 24 مدنيًا عراقيًا بدم بارد، بينهم نساء وأطفال وشيوخ. كان أصغر الضحايا فتاة صغيرة لم تتجاوز الثالثة من العمر، وأكبرهم رجل مسن يبلغ من العمر 76 عامًا.
وفقًا للتقرير، الجنود الأمريكيون لم يكتفوا بالرد على الانفجار بقتل عدد من الرجال الذين كانوا يقودون سياراتهم بالقرب من الموقع، بل اقتحموا أيضًا ثلاثة منازل قريبة وقتلوا جميع من كان بداخلها، دون تمييز بين طفل أو امرأة أو رجل مسن.
ردود أفعال الجنود وتوثيق الجريمة
في ذلك اليوم، ادعى الجنود الأمريكيون أنهم كانوا يردون على إطلاق نار من مسلحين كانوا يعتقدون أنهم في المنطقة، إلا أن تحقيقات لاحقة أثبتت أن جميع الضحايا كانوا من المدنيين العزل الذين لم يكن لهم أي دور في الهجوم الذي استهدف القافلة الأمريكية.

بعد ارتكاب المجزرة، قام بعض الجنود بتوثيق الحادثة بتصوير جثث الضحايا وترقيمها، مما وفر أدلة دامغة استخدمت لاحقًا في محاولات لمحاسبة الجنود المسؤولين. هذه الصور كانت دليلاً قويًا ضد أفراد المارينز المتورطين، لكن على الرغم من الأدلة المتاحة، لم تتم محاسبة أي شخص على عمليات القتل.
التحقيقات والعدالة المفقودة
تحقيقات المجزرة التي أجرتها السلطات الأمريكية في وقت لاحق أظهرت أدلة قوية على أن الجنود تجاوزوا حدودهم القانونية، مما دفع الكثيرين إلى اعتبار الحادثة جريمة حرب. إلا أن المحاسبة الحقيقية والعدالة لم تُتحقق أبدًا، حيث تمت تبرئة معظم المتورطين، وأغلقت القضية دون محاكمة جنائية فعلية أو إدانة لأي من الجناة.
مراسلة “نيويوركر” مادلين باران، التي قادت التحقيق الاستقصائي في البودكاست، أثارت تساؤلات مهمة حول أسباب عدم محاسبة الجنود المتورطين في المجزرة. أشارت إلى أن هذه الجريمة، التي اعتُبرت من أفظع الجرائم التي ارتكبتها القوات الأمريكية خلال حرب العراق، تم تجاهلها إلى حد كبير من قبل العالم، وكأنها نُسيت مع مرور الوقت.
العواقب السياسية والأخلاقية
تعد مجزرة حديثة واحدة من أكثر الحوادث التي شوهت سمعة الجيش الأمريكي في العراق، وأثرت بشكل كبير على علاقة الولايات المتحدة بالعالم العربي والإسلامي. مثل هذه الجرائم أثارت غضبًا واسعًا بين العراقيين، وساهمت في تصاعد العنف وزيادة حدة التوتر بين السكان المحليين وقوات الاحتلال الأمريكي.
على الرغم من مرور أكثر من 18 عامًا على وقوع المجزرة، إلا أنها ما زالت تترك آثارًا نفسية واجتماعية عميقة على سكان حديثة الناجين من الحادثة. كما أن هذا الحادث يبرز تحديات كبيرة فيما يتعلق بمسألة محاسبة الجنود الأمريكيين على الجرائم التي ارتكبوها أثناء الحروب الخارجية، خاصة عندما يتعلق الأمر بقتل المدنيين الأبرياء.
تعد مجزرة حديثة تذكيرًا مؤلمًا بتكاليف الحروب على المدنيين الأبرياء، وما يمكن أن يحدث عندما تُرتكب الجرائم في ظل ظروف الحرب والفوضى. الجريمة التي ارتكبها مشاة البحرية الأمريكية في 2005 ضد سكان حديثة العزل ليست فقط جريمة قتل، بل هي جريمة حرب تعكس وحشية العنف الذي يحدث في النزاعات المسلحة.
وفي ظل تسليط الضوء مجددًا على هذه الحادثة من قبل مجلة “نيويوركر”، يتجدد التساؤل حول أهمية العدالة والمحاسبة، وكيف يمكن تحقيقها في مثل هذه الحالات لضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم مستقبلاً.