اخبار العراقالاخبار

بغداد تختنق: ارتفاع حاد في مستويات التلوث يثير قلق السكان

Advertisements

بغداد تختنق: ارتفاع حاد في مستويات التلوث يثير قلق السكان

شهدت العاصمة العراقية بغداد خلال الشهر الماضي ارتفاعاً ملحوظاً في مستويات التلوث. ما أثار قلقاً واسعاً بين سكانها. خصوصاً مع ظهور موجات متتالية من الضباب الدخاني الكثيف الذي غطى سماء المدينة. ترافقه رائحة نفاذة تشبه الكبريت، الأمر الذي أدى إلى إصابة عدد من المواطنين. خصوصاً مرضى الجهاز التنفسي، بحالات اختناق استدعت تلقيهم الرعاية الطبية.

بغداد في قائمة المدن الأكثر تلوثاً عالمياً

بحسب التقارير البيئية الدولية. جاءت بغداد في المرتبة 14 ضمن قائمة المدن الأكثر تلوثاً في العالم. وقد تم تصنيف هواء العاصمة ضمن الفئة “غير الصحية”. مما يشكل تهديداً مباشراً لصحة الأشخاص الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي أو الحساسية. وأثار هذا التصنيف موجة من التحذيرات حول ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من التلوث وتحسين جودة الهواء.

ممارسات الحرق العشوائي والنفايات السامة

أحد أبرز الأسباب التي ساهمت في تفاقم أزمة التلوث في بغداد هو الحرق العشوائي للنفايات، الذي أصبح ظاهرة منتشرة في مختلف أنحاء العراق، ولكن بشكل خاص في العاصمة. هذه الممارسات تؤدي إلى انبعاث غازات سامة وتفاعلات كيميائية ضارة في الهواء. كما أن استخدام وقود يحتوي على نسب مرتفعة من الكبريت في محطات توليد الطاقة يفاقم الوضع، حيث يؤدي إلى انبعاث كميات كبيرة من الغازات الملوثة التي تتفاعل مع الضباب لتكوّن غلافاً خانقاً يغطي سماء المدينة.

تحذيرات وزارة البيئة وغياب الحلول

أقرت وزارة البيئة العراقية، في حكومة الإطار التنسيقي، بارتفاع معدلات التلوث إلى مستويات خطيرة في بغداد. وأشارت الوزارة إلى أن التلوث أصبح أحد العوامل الرئيسية في زيادة نسبة الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية، إلى جانب أمراض أخرى مزمنة قد تهدد حياة السكان. ورغم هذه التحذيرات، لم يتم حتى الآن اتخاذ خطوات فعلية لوقف التدهور البيئي أو الحد من الحرق العشوائي للنفايات.

الطمر الصحي في معسكر الرشيد: سبب رئيسي للكارثة

تشير مصادر محلية إلى أن ظاهرة الضباب الدخاني وانتشار رائحة الكبريت الكريهة تعود إلى عمليات الطمر الصحي في موقع معسكر الرشيد جنوبي بغداد. هذه العمليات، التي تتم بشكل غير منظم، تؤدي إلى انبعاث غازات سامة تتسبب في تلوث الهواء المحيط، ما يفاقم معاناة سكان المناطق القريبة ويزيد من حالات الاختناق.

مطالبات شعبية بإجراءات عاجلة

مع تزايد معاناة السكان من التلوث، تتعالى الأصوات المطالبة بضرورة تدخل الجهات الحكومية لإيجاد حلول سريعة وفعالة، تشمل تحسين إدارة النفايات، منع الحرق العشوائي، واستخدام وقود صديق للبيئة في محطات الطاقة. كما يطالب المواطنون بضرورة مراقبة جودة الهواء وتوفير مراكز صحية لمعالجة المتضررين، خصوصاً في المناطق الأكثر تأثراً.

ختاماً

أزمة التلوث في بغداد لم تعد مجرد مشكلة بيئية، بل أصبحت تهديداً صحياً ووجودياً لأكثر من 8 ملايين نسمة يعيشون في العاصمة. وبينما ينتظر السكان حلاً عاجلاً من الجهات المعنية، يبقى السؤال الأهم: إلى متى ستظل بغداد تختنق تحت سحابة التلوث؟

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى