تقارير

التطورات الأخيرة جهود مستمرة لخفض حدة التوترات في السودان واستئناف مسار  في مسار السلام بالسودان

Advertisements

التطورات الأخيرة جهود مستمرة لخفض حدة التوترات في السودان واستئناف مسار  في مسار السلام بالسودان

 الخرطوم – أوقات

في الخامس من أغسطس 2024، أجرى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مكالمة هاتفية مع قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، بهدف تشجيعه على حضور مفاوضات السلام المرتقبة في جنيف منتصف الشهر الجاري، والتي دعت إليها الولايات المتحدة بالشراكة مع المملكة العربية السعودية. تأتي هذه المكالمة في إطار جهود مستمرة لخفض حدة التوترات في السودان واستئناف مسار التفاوض الذي بدأ في جدة، لكنه توقف منذ نوفمبر 2023.

هذه المكالمة هي الثانية بين بلينكن والبرهان خلال ثلاثة أشهر. ففي 28 مايو 2024، أجرى بلينكن مكالمة مماثلة مع البرهان في محاولة لتهدئة الأوضاع العسكرية المتفاقمة حول مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، وهي المكالمة التي لم تخلُ من الانتقادات. فقد انتقدت السفيرة الأميركية سوزان بيج طريقة تعامل بلينكن مع البرهان في تلك المكالمة، مشيرة إلى أنه كان يجب أن يتحدث دون إملاءات، وأن تعامل الإدارة الأميركية مع طرفي النزاع بنفس الأسلوب لم يحقق النتائج المرجوة.

اللافت في المكالمة الأخيرة هو تغيير لهجة الإدارة الأميركية، حيث أشار بيان الخارجية الأميركية إلى البرهان كرئيس لمجلس السيادة السوداني، بدلاً من مجرد جنرال في الجيش السوداني، مما يعكس ربما محاولة للاستجابة للانتقادات السابقة حول طريقة التعامل مع الأزمة السودانية.

استجابت الحكومة السودانية لدعوة المشاركة في المفاوضات، وأعلنت في بيان لمجلس السيادة السوداني أنها سترسل وفداً إلى مدينة جدة السعودية للقاء وفد أميركي، تمهيداً لمفاوضات جنيف. وتأتي هذه المفاوضات كاستكمال لمفاوضات منبر جدة التي بدأت في مايو 2023، برعاية مشتركة من السعودية والولايات المتحدة. ورغم توقيع أحد عشر اتفاقاً لوقف إطلاق النار في جدة، إلا أن عدم الالتزام بهذه الاتفاقات أدى إلى تصاعد العنف والانتهاكات.

يرى بعض المراقبين أن مفاوضات جنيف قد تكون فرصة حقيقية لتدشين عملية تفاوضية جدية، خاصة إذا تم تطوير آلية قوية للرصد والتحقق لضمان تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه. ومع ذلك، تبقى التحديات كبيرة، أبرزها انعدام الثقة بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا “قوات الدعم السريع”، وعدم التزام الميليشيا بتنفيذ مخرجات التفاوض السابقة.

يتطلب بناء الثقة خطوات ملموسة للحد من العنف وحماية المدنيين، مع إظهار التزام حقيقي بإنهاء الأزمة السودانية. كما يتطلب الأمر دعم الوسطاء الدوليين، وخاصة المملكة العربية السعودية، لضمان استمرار عملية التفاوض بشكل فعال. ويبقى التحدي الأكبر هو تشكيل الوفد الحكومي السوداني، حيث يلح الأميركيون على أن يتضمن أحد الأعضاء العسكريين البارزين في مجلس السيادة، وهو ما قد يثير تحديات تتعلق بتشكيل وفد الميليشيا الذي لم يظهر قدرة على الالتزام بالاتفاقات السابقة.

يجب أن تتأسس مفاوضات جنيف على ما تم التوصل إليه في منصة جدة، وأن تسعى لتحقيق نتائج ملموسة على الأرض، تساهم في تخفيف معاناة الشعب السوداني المتزايدة بسبب الحرب.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى