فصائل المعارضة السورية تسيطر على أحياء في حلب بعد هجوم مباغت
حلب – شمال سوريا – تمكنت فصائل المعارضة السورية المسلحة من دخول مدينة حلب والسيطرة على خمسة أحياء جنوبية غربية وغربية في المدينة. في هجوم مفاجئ يُعد الأعنف منذ سنوات. وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
هجوم مفاجئ وغياب مقاومة كبيرة من قوات النظام
كما أفاد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن . أن الفصائل المسلحة تمكنت من التوغل في مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري منذ عام 2016. مشيرًا إلى أن قوات النظام لم تبدِ مقاومة كبيرة خلال الهجوم. كما شهدت المدينة اشتباكات متقطعة بين الفصائل المسلحة وقوات النظام السوري المدعومة بمجموعات ميليشياوية.
مقتل 277 شخصًا ونزوح الآلاف
بينما أدت المعارك إلى سقوط 277 قتيلاً. معظمهم من المقاتلين من طرفي النزاع. إلى جانب 28 مدنيًا قُتلوا في غارات جوية للطيران الروسي الداعم للنظام السوري. كما نزح أكثر من 14 ألف شخص من مناطق الاشتباك. وفقًا لتقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
قطع الطريق بين حلب ودمشق
في خطوة استراتيجية، تمكنت فصائل المعارضة من قطع الطريق السريع بين حلب ودمشق.ما أثار مخاوف من تداعيات اقتصادية على المدينة، لا سيما فيما يتعلق بنقص المحروقات وارتفاع الأسعار، بحسب شهادات سكان محليين.
ردود فعل محلية ودولية
من ناحية أخرى تركيا دعت إلى وقف الهجمات على إدلب ومحيطها، معتبرة أن التصعيد العسكري يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة الحدودية. من جانبه. وصف الكرملين الوضع في حلب بأنه “انتهاك لسيادة سوريا”. وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف دعم بلاده للحكومة السورية في استعادة النظام والسيطرة على المناطق المضطربة.
تصعيد عسكري روسي مكثف
ردًا على تقدم المعارضة. شنت الطائرات الحربية الروسية والسورية أكثر من 20 غارة على مواقع في إدلب والمناطق المحيطة بها. ما أدى إلى مقتل مقاتلين ومواصلة الضغط على الفصائل المسلحة. ووفقًا للجيش الروسي، تم “القضاء على 200 مسلح” خلال الـ24 ساعة الماضية. في إطار العمليات المستمرة لاستعادة السيطرة على المناطق التي فقدتها قوات النظام.
تعزيزات عسكرية إلى حلب
في الوقت ذاته. وصلت تعزيزات عسكرية لقوات النظام إلى المدينة. في محاولة لاستعادة المناطق التي فقدتها خلال الأيام الماضية. وصرّح مصدر أمني سوري لوكالة الصحافة الفرنسية أن “الوضع تحت السيطرة”. وأن الجيش سيستعيد المناطق قريبًا”.
أصوات المدنيين: مخاوف من نزوح جديد
بينما يشعر سكان حلب بالخوف من تكرار سيناريو النزوح. حيث قال سرمد. أحد سكان المدينة: “نسمع أصوات الصواريخ والمدفعية طوال الوقت. نخشى أن نضطر إلى مغادرة منازلنا مرة أخرى”. من جهته، عبّر ناصر حمدو عن قلقه من “ارتفاع أسعار الوقود ونقص المواد الأساسية” نتيجة قطع الطريق بين حلب ودمشق.
رسائل من المعارضة: استعادة الأرض
في مشهد من مشارف مدينة حلب. كما ظهر مقاتلون ملثمون من فصائل المعارضة. وأكد أحدهم: “أنا مُهجّر منذ خمس سنوات. واليوم أشارك في المعارك لاستعادة أرضنا وبلدنا من النظام المجرم”.
التوتر الإقليمي يزيد المشهد تعقيدًا
يأتي هذا التصعيد في وقت تمر فيه منطقة الشرق الأوسط بمرحلة حساسة، إذ يتزامن الهجوم مع وقف إطلاق نار هش في لبنان بين إسرائيل وحزب الله، الذي يقاتل إلى جانب قوات النظام في سوريا منذ سنوات.
تاريخ من الصراع
تُعد هذه التطورات الأحدث في حرب أهلية مستمرة منذ عام 2011، والتي أدت إلى مقتل أكثر من 500 ألف شخص وتشريد الملايين، فضلاً عن دمار هائل في البنية التحتية والاقتصاد السوري. وتعود السيطرة الكاملة للنظام على حلب إلى عام 2016 بعد معارك طاحنة بمساعدة روسيا والميليشيات الإيرانية مثل حزب الله.
الخلاصة
يُعد الهجوم الأخير تطورًا خطيرًا يُنذر بتغيير موازين القوى في شمال سوريا، ما يفتح الباب أمام تصعيد عسكري جديد قد يمتد إلى مناطق أخرى. ومع التدخلات الدولية والإقليمية المتزايدة، يبقى المشهد السوري مفتوحًا على كافة الاحتمالات.