فصائل المعارضة السورية تسيطر على مركز أبحاث عسكري قرب حلب وسط اشتباكات عنيفة
فصائل المعارضة السورية تسيطر على مركز أبحاث عسكري قرب حلب وسط اشتباكات عنيفة
دمشق – أوقات
في تصعيد جديد للنزاع السوري. أعلنت فصائل المعارضة المسلحة يوم الجمعة أنها تمكنت من السيطرة على مركز أبحاث عسكري تابع للحكومة السورية في منطقة مشارف مدينة حلب. أكبر مدينة في البلاد. وجاءت هذه السيطرة بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية. والتي أسفرت عن وقوع خسائر كبيرة في صفوف الطرفين.
اشتباكات عنيفة وسقوط ضحايا
وفقًا للبيان الصادر عن فصائل المعارضة. فإن المعركة حول المركز البحثي جاءت ضمن حملة أوسع لتحرير الأراضي التي يسيطر عليها النظام السوري في شمال غرب البلاد. وقال المتحدث باسم فصائل المعارضة، حسن عبدالغني. في تصريح لـCNN: “هدف العملية هو تحرير أراضينا المحتلة من النظام المجرم والميليشيات الإيرانية. وكذلك تهيئة بيئة آمنة لعودة النازحين إلى مدنهم وبلداتهم.”
في المقابل، أكد الجيش السوري أنه يواجه “منظمات إرهابية”. متهما الفصائل المعارضة بتصعيد الهجمات في المنطقة. وأورد البيان الحكومي أن قوات النظام ألحقَت “خسائر فادحة” بالجماعات المعارضة. مشيرًا إلى أن الاشتباكات استمرت حتى صباح الجمعة.
الجامعة تحت القصف
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن قذيفة مدفعية أُطلقت من قبل فصائل المعارضة أصابت سكن الطلاب في جامعة حلب. مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص. كما نقلت عن مصدر في الجيش السوري قوله إن هذه الهجمات تمثل “استهدافاً مباشراً للمدنيين”. وهو ما تنفيه فصائل المعارضة. وقال المتحدث باسم المعارضة إن الاتهامات التي نشرتها وسائل الإعلام الحكومية “أكاذيب لا أساس لها من الصحة”.
ووفقًا لشاهد عيان من جامعة حلب، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، فإن القذيفة أصابت الطابق الثاني من السكن الجامعي في وقت كان فيه الطلاب داخل المبنى. وفي مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر شباب يركضون خارج سكن الطلاب، حاملين أحد المصابين.
مقتل مدنيين في الغارات الجوية
وفي إطار التصعيد المستمر في شمال سوريا، أفادت منظمة “الخوذ البيضاء” (الدفاع المدني السوري) عن مقتل ما لا يقل عن 15 مدنيًا، بينهم ستة أطفال وامرأتان، في غارات جوية وقصف على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في ريف حلب وإدلب يوم الخميس. كما أصيب 36 آخرون بجروح. هذا التصعيد يأتي في وقت حساس، حيث يسود القلق من تدهور الوضع الإنساني في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
سيطرة المعارضة على 63 قرية
تدعي فصائل المعارضة أنها تمكنت من السيطرة على معظم مناطق ريف حلب الغربي، إذ تمكنت من السيطرة على 63 قرية منذ يوم الأربعاء الماضي. ومع استمرار القتال على مشارف المدينة والمناطق المحيطة بها، تستمر المواجهات العنيفة بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة. ويشير المراقبون إلى أن المعركة في حلب قد تكون نقطة تحول في النزاع السوري، حيث تسعى المعارضة إلى توسيع نفوذها في شمال غرب سوريا.
الخلفيات السياسية والإنسانية للصراع
تأتي هذه الاشتباكات في إطار النزاع المستمر منذ أكثر من 13 عامًا، والذي بدأ في 2011 بثورة شعبية ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وتدخلت عدة قوى إقليمية ودولية في الصراع، بما في ذلك إيران وروسيا في صف النظام، بينما تدعم تركيا وقوى إقليمية أخرى فصائل المعارضة. ومع استمرار هذه التدخلات، تتفاقم معاناة المدنيين في المناطق المنكوبة، وسط انهيار شبه كامل للبنية التحتية في العديد من المدن السورية.
ختامًا
يستمر النزاع في سوريا بتشكيل تحديات كبيرة على الصعيدين العسكري والإنساني. وبينما تسعى فصائل المعارضة إلى توسيع سيطرتها على الأراضي، يظل المدنيون هم الضحية الرئيسية لهذا الصراع المستمر. في الوقت نفسه، تبقى التوقعات غير واضحة بشأن مستقبل حلب والمنطقة الشمالية بشكل عام، في ظل تصاعد الاشتباكات والتدخلات الإقليمية المستمرة.