سعدي الحلي.. قصة صوت بدأ من أزقة الحلة
بدأ سعدي الحلي مشواره الفني في أربعينيات القرن الماضي، عندما كان يقلد أغانِ أم كلثوم في مجالس الحلة الصغيرة. سرعان ما تميز بموهبته الخاصة وصوته الجهوري الذي حمل بين طبقاته دفء الجنوب وحزن دجلة والفرات. انتقل الحلي إلى بغداد، وهناك رسم ملامح شخصيته الغنائية المستقلة، وارتبط اسمه بالأغنية الشعبية العراقية.
تعرف على سيرة سعدي الحلي وأثره في الفن العراقي
عمل سعدي ضمن الفرقة القومية للفنون الموسيقية، ليبدأ مشواره الرسمي في ساحة الغناء، مطورًا أسلوبه الفني الذي مزج بين الطرب الأصيل والموسيقى الحديثة.
العشك الأخضر.. أغنية وحكاية خالدة
تُعتبر أغنية “العشك الأخضر” من أشهر أعمال الفنان الراحل، إذ اختزلت مشاعر الحب والفرح والحزن في آنٍ واحد. هذه الأغنية، إلى جانب أعماله الأخرى مثل “يا مدلولة”، و”منو غيرك”، و”ما جوز من الهوى”، ساهمت في تشكيل وجدان العراقيين على مدار عقود.
لم تكن أغاني الحلي مجرد ألحان وكلمات؛ بل كانت جزءًا من الهوية الثقافية العراقية، تتردد في الأعراس، والمجالس، وحتى في لحظات الاغتراب والحنين.
صوت يوحد العراقيين.. ويخفف من أزماتهم النفسية
في وقت كانت تعصف بالعراق الأزمات السياسية والاجتماعية، جاء صوت الحلي ليكون بلسمًا للجروح. استطاع بصوته الحنون وكلماته البسيطة أن يوحد العراقيين، تمامًا كما وحّدهم حلم الفوز بكأس آسيا عام 2007.
اقرأ عن الأغاني التي وحدت العراق في أصعب الظروف
يقول محبوه إن أغانيه كانت تختصر المسافات بين الأحياء الفقيرة والراقية، بين الريف والمدينة، بين الشباب والشيوخ. كل هذا جعله أيقونة باقية في ذاكرة العراق رغم رحيله.
سعدي الحلي إرث لا يشيخ
رغم مرور عشرين عامًا على وفاته، لا تزال أغاني الفنان الراحل تُسمع وكأنها سُجلت بالأمس. بيته في الحلة لا يزال محجًا لعشاق الفن الأصيل، وصوره تزين مقاهي الأزقة القديمة. ومع كل أغنية تُبث عبر المذياع أو يتم استرجاعها في مناسبة، يعود سعدي الحلي حيًا، نابضًا بالحب والحياة.
اكتشف كيف أثرت الحلة في تشكيل شخصية سعدي الحلي الفنية
سؤال للقراء
ما هي الأغنية التي ما تزال تعيش معك من أغاني سعدي الحلي؟ هل ترى أن للأغنية العراقية الحديثة القدرة على مواصلة هذا الإرث؟ شاركنا رأيك في التعليقات أدناه.