مشروع “تحرير العراق”:

مشروع “تحرير العراق”:
خطة واشنطن لتفكيك نفوذ إيران في العراق: بين الضغط الناعم والتصعيد الصامت
الفصائل تحت النار…خطة أمريكية تفكك النفوذ وتعيد رسم العراق
في مشهد سياسي وأمني متشابك. تتجه أنظار السياسة الأمريكية مجددًا نحو العراق، حيث تمثّل الفصائل المسلحة. لا سيما تلك المرتبطة بإيران. تاتي إحدى أبرز أدوات النفوذ الإقليمي التي تسعى واشنطن لتقويضها. ومع تصاعد وتيرة التوترات بين الولايات المتحدة وطهران، باتت تلك الفصائل تحت مجهر واشنطن. التي تُظهر في تعاملها معها مزيجًا من الحذر والصرامة، مدفوعةً باعتبارات أمنية وإستراتيجية دقيقة.
الفصائل المسلحة والمواجهة المؤجلة: كيف تُدار حرب النفوذ في العراق؟
التمايز في التهديد والاصطفاف
هكذا تاتي تصريحات القيادي في تحالف العزم. حيدر الملا، تسلط الضوء على نقطة جوهرية في الفهم الأمريكي للفصائل المسلحة: ليس جميعها في سلة واحدة. بينما تُدرج بعض التشكيلات على قوائم الإرهاب بسبب نشاطها العسكري المباشر ضد القوات الأمريكية. تنظر واشنطن إلى فصائل أخرى كعناصر يمكن التفاهم معها. أو حتى استخدامها ضمن أدوات الضغط الإقليمي. كما هذه النظرة التفريقية تُترجم إلى تفاوت واضح في ردود الفعل الأمريكية، بين التصعيد، والغضّ الطرف، وأحياناً فتح قنوات تواصل غير مباشرة عبر وسطاء محليين أو إقليميين.
تعقيد المشهد المؤسساتي – سلاح ذو حدين
بينما أحد أبرز التحديات التي تواجه صانعي القرار في واشنطن هو تداخل بعض هذه الفصائل مع البنية المؤسساتية للدولة العراقية. كحال قوات «الحشد الشعبي». هذا الاندماج. الذي تم بعد فتوى الجهاد الكفائي في 2014. يجعل من التعامل مع هذه التشكيلات على أنها «أهداف عسكرية» أمراً شديد الحساسية. فالمسّ بها قد يُفهم كاعتداء على مؤسسات الدولة ذاتها. ما يفتح الباب أمام أزمة دبلوماسية مع بغداد. ويحرج حكومات تعتبرها واشنطن «شريكة استراتيجية».
خطة «تحرير العراق» –
تصعيد أم ضغط تكتيكي؟
كما ان المسودة التي نشرها عضو الكونغرس جو ويلسون، والمعنونة بـ»خطة تحرير العراق من إيران»، تمثل منعطفاً مهماً في صياغة الرؤية الأمريكية تجاه النفوذ الإيراني. عبر العراق. وعلى الرغم من أنها لا تمثل موقفاً رسمياً للبيت الأبيض حتى الآن. إلا أنها تؤشر إلى وجود تيار متصاعد داخل الكونغرس يدفع باتجاه حسم المواجهة مع طهران عبر أدوات غير تقليدية، تشمل تفكيك الفصائل. وفرض عقوبات مالية، وتوظيف الإعلام كوسيلة للحرب النفسية.
الخطة، التي تنص على إجراءات ميدانية واستخبارية صارمة. تبدو في أحد أوجهها كجزء من حرب باردة جديدة تخوضها واشنطن ضد إيران داخل العراق. وهي تعبّر، أيضاً، عن رغبة أمريكية بإعادة تعريف «قواعد الاشتباك» في المنطقة. ليس بالضرورة عبر المواجهة المباشرة، وإنما عبر إضعاف الحلفاء المحليين لطهران وتجريدهم من أدواتهم.

الرسائل الأمريكية –
ضبط الإيقاع دون كسر الآلة
السياسة الأمريكية، كما أشار الملا، لا تمضي نحو القطيعة الشاملة مع العراق أو مع بعض الفصائل المتحالفة مع إيران. بل تعتمد على إدارة دقيقة للضغوط، تتنقل بين التلويح بالعقوبات، والدعم غير المباشر للمعارضة، والإبقاء على قنوات التفاهم. هكذا هذه السياسة «البراغماتية» تُظهر أن واشنطن لا تسعى بالضرورة إلى مواجهة شاملة، بل إلى ضبط ميزان القوى الإقليمي بما لا يؤدي إلى فوضى شاملة، خصوصًا في بلد مثل العراق، الهش أمنيًا والمتنوع سياسيًا وطائفيًا.
ردود الفعل العراقية –
توازن بين السيادة والواقعية
بينما الردود العراقية، كما عبّر عنها قياديون من الإطار التنسيقي، اتسمت بالرفض العلني لأي تدخل أمريكي يُفهم على أنه انتهاك للسيادة الوطنية. في الوقت نفسه، تُدرك الطبقة السياسية في بغداد أن العلاقات مع واشنطن محكومة بتوازنات دولية وإقليمية لا يمكن تجاهلها. لذلك، تتجه الحكومة العراقية نحو انتهاج خطاب مزدوج: رفض للخطط الأمريكية العلنية، مع الحفاظ على العلاقة الاستراتيجية القائمة عبر الاتفاقيات الموقعة.
استراتيجية أمريكا الجديدة في العراق: تفكيك الفصائل أم احتواؤها؟



من الفصائل إلى الدولة: العراق في قلب الاستقطاب الإقليمي الأمريكي الإيراني
: إدارة الصراع لا تصعيده
تحت المجهر الأمريكي. لا تبدو الفصائل المسلحة وحدة متجانسة. بل فسيفساء متباينة التهديدات والأدوار. كما ياتي هذا التباين. تسعى واشنطن إلى تفكيك النفوذ الإيراني في العراق بطريقة مدروسة. تراهن على الوقت. والإعلام، والعقوبات، والاختراقات الناعمة. تبقى سياسية الولايات المتحدة مرهونة بقدرة على كسب ثقة الشارع العراقي، وإقناع الطبقة السياسية بجدوى خططها – وهي مهمة لا تزال بعيدة المنال في ظل واقع سياسي شديد التعقيد.