الوطن العربي بين الماضي والحاضر وآفاق المستقبل

Advertisements

الوطن العربي بين الماضي والحاضر وآفاق المستقبل

حبيب الكربلائي

“الوطن العربي تحديات الواقع بين الماضي والحاضر: “من فلسطين والتنمية والوحدة العسكرية فرص للنهوض أم مزيد من التراجع

امتنا العربية تمر بأخطر  مراحل حياتها  في عصرنا الراهن  رغم أنها  شهدت  في النصف الثاني من القرن العشرين  نهضة في كل المجالات  الا انها  لم تكتمل لاسباب عديدة  منها الصراعات  الدولية  ومنها الصراعات الداخلية  في ذلك التاريخ  اي مطلع النصف الثاني  من القرن العشرين تخلصت  امتنا العربية  من الاستعمار  البريطاني  والفرنسي  وتخلصت  من الاحلاف  على سبيل المثال حلف بغداد  تلك الاحلاف التي كادت ان تؤدي بالامة  الى الهاوية  ومع ذلك تحققت نهضة تعليمية  في معظم الاقطار العربية   واشتعلت الحرب على الامية  وبرزت المقاومة الفلسطينية  وارتفع منسوب الوطنية والشعور القومي لكن مع الاسف فشلت  في امور  وقضايا كثيرة  واهمها فشل الامة العربية في تحرير فلسطين  من دنس الصهيونية  واسترجاع  الشعب الفلسطيني لحقوقه  وكذلك فشلت في بناء تنمية  عربية  شاملة  وبناء قوة عسكرية  يعتد بها  عن طريق تصنيع ماتحتاج اليه من سلاح  والات ومعدات  تواجه  بها جحافل  الطامعين  وكذلك فشلت في بناء جيش عربي بعقيدة عربية  قادرة على مواجهة  القوى الزاحفة  على اوطاننا  وكذلك فشلت  الامة في القضاء على التبعية  للشرق او الغرب والتخلف  بكل معانيها تحت ذرائع  مختلفة  كذلك فشلت في  تحقيق وحدة اقتصادية  تنافس  بها اقتصاديات العالم  سيما وان الوطن العربي حباه الله  بثروات  طبيعية متنوعهة لم تتوفر لكثير من الدول والامة  في بناء مجتمع عربي ديمقراطي يحقق  للانسان  الحرية والعدالة والمساوات 

وكل ذلك سببه  الحكام الذين اهملوا شعوبهم  واستبدوا  بثرواتهم  ومارسوا عليهم انواع القمع والاكراه  مع سلب حقوقهم تحت ذرائع  عدة  منها القضاء على الارهاب ، امتنا العربية لاتستحق كل ذلك الظلم والاستبداد والاذلال  وهدر كرامة الانسان من قبل الحاكم العربي وبطانته ’’ ليس هنالك منطقة  في العالم تكالبت عليها القوى العالمية  كما تكالبت على ارض العرب  من المحيط الى الخليج  سواء من الفرس  والروم والدول الاستعمارية بريطانيا وفرنسا  والبرتغال والاسبان  والامريكان والصهاينة  وعملوا على تفكيك  الامة  من الداخل  بواسطة حكام نصبوا  دون رغبة منا كشعب عربي   هؤلاء الحكام  يسومون شعوبهم سوء العذاب  كما يحصل الان  في العراق   نصبوا علينا عصابات دايحة منفلته تملىء قلوبهم الحقد والكراهية والثأر من انتاج الاحتلال الامريكي  وتسلط النظام الفارسي المجوسي  وفي سوريا  بشار الاسد وعصاباته  ومن تبقى من فلول الماضي  وكذلك في مصر العروبة واليمن وليبيا والجزائر والمغرب  والاردن الخ   تحمل الشعب العربي ماتحمله في الماضي والحاضر لذلك  شعبنا العربي بحاجة ماسة الى وقفة تأمل جادة  فيها يرسم لامتنا  العربية خطط تستنهض روح الشباب العربي بدل اليأس والاحباط والقنوط  الذين  وضعوهم فيه من خلال برامجهم واعلامهم المسموم  لان امتنا  العربية امة حية  لها حضارة عريقة  بل هي خير امة اخرجت للناس  صاحبة مشروع  الهي ودنيوي  فمهما تعثرت خوطاتها  سرعان ما تنطلق  عندما تتهيء الظروف   لانها امة فاعلة  ولو لم تكن كذلك لما تكالبت عليها  قوى الشر  من كل مكان ولم تترك لها الفرصة  لتجميع قواها  وتعيد خططها  اليوم امتنا تعاني  من خطر كبير  هو حرب التيئيس  من قدراتها من تاريخها  من ثقافتها وحتى لغتها ولان   اليوم العرب  منشغلون  بمايحدث  في غزة وسوريا ولبنان  واليمن من حرب تأكل الاخضر واليابس  هذه الحرب التي اشعلتها ايران في المنطقة بحجة  الحفاظ على نظام المقاومة والممانعه ودفعت بحماس  لمواجهة العدو الصهيوني الغاشم منفردا  دون دعم واسناد منها او من الاقطار العربية  فكانت رغم الخسائر البشرية والمادية  محط فخر واعتزاز لانها اثبتت  بانها صاحبة قضية وايمان باالله  اولا وبحقها الشرعي  بالدفاع عن نفسها لم تمر الامة حتى في اوقات ضعفها كما هي عليها الان  من تشتت وصراعات داخلية وضعف وخنوع واستسلام وهرولة للتطبيع مع الكيان المسخ الغاصب لارض فلسطين  ان وضع امتنا العربية اليوم لايتناسب  ولا ينسجم  مع ماضي هذه الامة  وتراثها العريق  نعم مرت امتنا العربية في جميع اقطارها بصراعات داخلية  انتهت  باستخدام القوة  العسكرية للدولة  وهو العامل الابرز في انهاء الصراعات العربية الداخلية  ولكن  ان توفرت  عوامل محفزة تعود من جديد  على سبيل المثال بعض الاقطار العربية تعرضت  الى صراعات داخلية  ففي الجزائر مثلا حصل صراع داخلي عام 1991 على خلفية المظاهرات والاحتجاجات  التي تطورت نتيجة الغاء نتائج الانتخابات  وتدخل الجيش  لمنع  تاثير الاسلاميين  بعد فوز الجبهة الاسلامية للانقاذ على اثرها تفجر الصراع مع الحكومة  وكذلك تفجرت مشكلة الامازيغ  التي تعاني من مشكلة الهوية وعلى الرغم من حل الحكومة بجعل لغة الامازيغ لغة رسمية  ولكن تبقى مشكلة الصراع الداخلي قائمة  سيا سيا   وفي قطر عربي اخر الصراع الداخلي موجود في مملكة البحرين  بسب الجذور المذهبية حيث  يطالب الشيعة  بدور على المستوى السياسي  وحدثت اضطرابات ومواجهات مع الحكومة عام 1975 بعد حل المجلس القومي  وحصر القوة وجميع الصلاحيات  بيد الحكومة  وطبعا هذا الوضع ممكن ان يتفجر في اي وقت  وهو صراع حاد مرتبط  بمستقبل التعددية السياسية  والديمقراطية المزعومة في البحرين وتهديد ايران وتحريضها للشيعه   اما الحالة في مصر  يرتبط الصراع  الداخلي  بين الجماعات الاسلامية والحكومة  على خلفية طبيعة الحكم  وعلاقته مع الكيان الصهيوني وكذلك مسئلة  الاقباط  بالرغم من الوضع الحالي مستقر نوعا ما بسبب سياسة الحكومة  التي تتماشى مع سياسات الولايات المتحدة الامريكية والغرب  لكن ممكن ان يتفجر الصراع من جديد   اما  الحالة العراقية  فانها معروفة بدا الصراع الداخلي مع الاكراد فبالرغم من تمكن حكومتنا الوطنية آنذاك  حل الموضوع من خلال منحهم الحكم الذاتي  الا انهم استغلوا الاوضاع عام 1991  ومحاولة اعلان استقلالهم  لكنهم فشلوا بذلك  وبعد الغزو والاحتلال الامريكي   عام 2003  واطلاق يد ايران  تفجرت  قضية الطائفية  وفرض منطق القوة  على الشعب  تحت يافطة الحشد المقدس ومحاربة الارهاب  لكن حينما تتاح الفرصة  لابناء شعبنا  سينتفض ضد هذا الوضع  ويحسم الصراع لصالح الوطن  كما اطاحت الانتفاظات العربية في بعض الاقطار العربية الحكام المستبدين  تطلعا  لبناء مجتمعات ديمقراطية  تكسر حلقة طويلة من الاستبداد  والقمع  والتفرد بالسلطة  محاولة جريئة من الشعب  للتغير وتحقي مبداء المساوات والحرية والعدالة الا ان هذه الثورات سرعان ماخمدت جذوتها واجهضت  ،،،،،،،،،،،

“الوطن العربي بين الإنجازات والإخفاقات: ماذا ينتظر المستقبل؟”

السؤال المهم الذي يشغل  الساسة والمحللين والشعب على حد سواء امتنا العربية  اليوم في ظل هذه الاحداث الكبيرة  التي تحاك ويخطط لها وينفذ عليها ماهو مستقبلها  وما هي ردود الافعال على ماحصل في غزة ولبنان  من عدوان همجي دفعتهم اليه ايران الشر من خلال حماس وحزب الله  وهل يتوقع من ايران ان يكون لها موقف ايجابي او رد عسكري  يتناسب مع حجم التضحيات والخسائر التي حلت في غزة ولبنان وهل سيتمدد العدو لمناطق اطلق عليها محور الشر  في المنطقة  وقصد بها سوريا واليمن والعراق  الاجابة على هذا يتطلب  منا عودة مختصرة  للتاريخ  ان العلاقة بين الفرس والصهاينة تمتد لازمنة قديمة  منذ زمن كورش  الذي وسع حدود بلاد فارس  بهجومة على العراق  وقضى على الحكم فيه  وحررجميع اسرى اليهود الذي جلبهم نبو خذنصر من فلسطين الى العراق  و هناك وفر كورش لهم الاعمال وزوجهم من النساء الفارسيات واليهود الان في ايران من اسلاف هؤلاء ورد الجميل لايران  لمسناه في الحرب العراقية الايرانية حين قدم الكيان الصهيوني المعلومات الاستخبارية والسلاح لايران  لذلك من المستحيل ان تقوم ايران بضرب او الاعتداء على الكيان الصهيوني  لانهم متحالفان قديما وحديثا  قد يلجيء الى  القيام بعمليات عسكرية محددة من باب الخروج من المأزق الذي سببها تصريحات الرئيس الايراني  ومستشاره  بان الايرانين والامريكان اخوة  والامريكان تاييدهم دائم للكيان الصهيوني  علما بان الجانب الايراني  مهما اختلف شكل نظام الحكم فهو يسعى الى اعادة امجاد الامبراطورية الفارسية لذلك الاوضاع التي تشغل العالم والمنطقة  واختلاف الاراء والتحليلات  والمبررات عن دور ايران  وعدم الرد او الوقوف عمليا مع حزب الله في محنته وهل تخلت ايران  عنه الحقيقة الدهاء الفارسي  اصبح واضح وجلي  تصرف ايران واضح من خلال تصريحات رئيسها العلنية  التي تتناغم وتدغدغ عواطف الامريكان  بانهم اخوة ولايوجد  عداء بينهم  واستعداده لنزع الاسلحة الخ  كل هذا  يبدو اتفاق على تنفيذ المخطط المرسوم  وتمكين الكيان  الصهيوني من التمدد الى خارج مناطق تواجده  سواء بدخوله واجتياح الجنوب اللبناني او لبضعة كيلومترات  ودفع اهل الجنوب  للزحف  الى الشمال  وبذلك  يتحقق هدف ايران  والكيان الصهيوني  معا بضرب اهل طرابلس والسيطرة  على مناطقهم  ،وكما هو معلوم  ايران لديها الاستعداد للتخلي عن اي من اذرعتها في المنطقة  على حساب مصالحها وبرنامجها النووي  اليوم العرب  مع الاسف  بحكامهم بين مطبع وبين متخاذل وبين من يتعامل على وفق  مايعتقده صواب رجل مع الامريكان والصهانية ورجل مع ايران  والنتيجة  يصب في مصلحة الاثنين  وخسارة العرب ’ الفرس  بدهائهم وغدرهم ليس لهم عهد ولاذمة  والكيان الصهيوني  هدفه معروف باعتباره مؤمن بانه شعب الله المختار وارضه من الفرات الى النيل  اذن  مستقبل الامة العربية بوعي شبابها ومثقيفها  وباحزابها الوطنية والقومية وبضغطهم على حكوماتهم  لان القادم خطرا على انظمتهم ووجودهم سيقسم المقسم  صحيح الامريكان والروس والصين كلا مشغول بما يخطط له الامريكان مشغولين بوضع روسيا واوكرانية اظافة لمشاكلهم الداخلية واعباء دعمهم للكيان الصهيوني اقتصاديا والخوف من التمدد الصيني في المنطقة  قد يدفع الجميع لعقد صفقات  يكون الخاسر الوحيد هم العرب  والمسلمين  وتبقى ايران رغم كل شعاراتها الحليف المنفذ لسياساتها في المنطقة  وهذا هدفهم الوحيد الذي يمكن الكيان الصهيوني من تحقيق حلمه كما هو حلم ايران الفارسية باعادة امجاد الامبراطورية الفارسية  ،، الايام والاشهر والسنين القادمة حبلى بالمفاجئات  وقد تتغير خارطة المنطقة  على وفق رؤية  دول العدوان والشر  وصولا الى حرب عالمية ثالثة  ، الحديث عن اوضاع الامة العربية يطول والمشاكل تتفاقم في السودان ومورتانيا والصومال وجزر القمر وغيرها والله المستعان ناصر المؤمنين  على الشرك والمشركين

Exit mobile version