تحالف السوداني مع “الثلاثة الأقوياء” يهدد نفوذ القوى التقليدية

تحالف السوداني مع “الثلاثة الأقوياء” يهدد نفوذ القوى التقليدية
بغداد – أوقات
تحالفات جديدة تلوح في الأفق مكون من السوداني و”الثلاثة الأقوياء” محافظو البصرة وكربلاء وواسط

ظهرت صورة لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع محافظي البصرة أسعد العيداني، وكربلاء نصيف جاسم الخطابي، وواسط محمد جميل المياحي، خلال إحياء أربعينية الإمام الحسين في كربلاء، وهو ما أثار الكثير من النقاشات والتحليلات على مواقع التواصل الاجتماعي وبين المراقبين السياسيين. الصورة، التي انتشرت على نطاق واسع، اعتبرها البعض “عفوية”، لكن كثيرين رأوا فيها دلالات على ملامح تحالفات سياسية جديدة قد تكون قيد التشكيل، تمهيداً للانتخابات العامة المقبلة في نهاية 2024.
تحالف انتخابي جديد؟
يرى مراقبون أن هذه الصورة قد تكون بمثابة تلميح لتحالف سياسي قادم بين السوداني والمحافظين الثلاثة، خصوصاً أن المحافظين الثلاثة يتمتعون بقوة سياسية صاعدة في محافظاتهم. المحلل السياسي غازي فيصل يرى أن ظهور السوداني إلى جانبهم يعكس تحركاً باتجاه تكوين تحالف مدني جديد يركز على الإعمار والخدمات بعيداً عن الخطاب الطائفي الذي سيطر على الساحة السياسية لسنوات.
قلق في الإطار التنسيقي: السوداني يخطط لتحالف انتخابي مع وجوه شيعية صاعدة
منذ انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة، التي شهدت فوز قوائم هؤلاء المحافظين بالأغلبية في البصرة وكربلاء وواسط، برز هؤلاء المحافظون كقوى سياسية جديدة تهدد نفوذ الكتل الشيعية التقليدية. ويبدو أن دعم السوداني للمحافظين الثلاثة وتأييده لاستمرارهم في مناصبهم يعزز فكرة تحالفهم الانتخابي المقبل. وفقاً لأحد قيادات “دولة القانون”، فإن هذا التحالف قد يعيد تشكيل الخريطة السياسية في الانتخابات المقبلة، حيث يشكل تمثيل المحافظات الثلاث في البرلمان الاتحادي 48 مقعداً، وهو رقم قد يزيد قوة التحالف الجديد إذا ما أضيف إليه الزخم الانتخابي لرئيس الوزراء.
قلق داخل الإطار التنسيقي
هذه التحركات أثارت قلقاً جدياً بين القوى الشيعية التقليدية، وخاصة داخل الإطار التنسيقي الذي يعاني من تراجع في تأثيره. يشير مصدر من داخل الإطار التنسيقي إلى أن تحالف السوداني مع “الثلاثة الأقوياء” سيشكل منافساً قوياً على المقاعد البرلمانية، مما قد يضعف رصيد الكتل التقليدية التي هيمنت على المشهد السياسي لسنوات.
ما يضيف إلى قلق القوى التقليدية هو أن السوداني والمحافظين الثلاثة ينتمون إلى الجيلَين الثاني والثالث من السياسيين الشيعة الذين عاشوا وعملوا في العراق بعد سقوط النظام السابق، مما يمنحهم قبولاً شعبياً أوسع مقارنة بالسياسيين الذين كانوا في المنفى.
نحو تحالف مدني جديد؟
يرى بعض المحللين أن السوداني يسعى إلى الابتعاد عن أسلوب الحكم التقليدي الذي تسيطر عليه الكتل الشيعية القديمة، ويعمل على تشكيل تحالف جديد يركز على التنمية والبناء. وقد حقق المحافظون الثلاثة بعض الإنجازات في مجال الخدمات والبنى التحتية، مما يجعلهم حلفاء مناسبين للسوداني في مشروعه السياسي المقبل.
المحلل والدبلوماسي السابق غازي فيصل أشار إلى أن هذا التحالف يمكن أن يشكل نموذجاً مدنياً جديداً يأخذ العراق نحو مسار الإصلاح والإعمار بعيداً عن الفساد والطائفية، مشيراً إلى أن الإطار التنسيقي بدأ يفقد وحدته وسياساته مع تزايد هذه التحركات الجديدة.
يبدو أن الصورة التي جمعت السوداني مع محافظي البصرة وكربلاء وواسط قد تكون بداية لتشكيل تحالف سياسي جديد قد يغير ملامح الساحة السياسية في العراق. مع تزايد الحديث عن تراجع نفوذ القوى التقليدية وظهور وجوه جديدة، قد يكون هذا التحالف هو المفتاح لإعادة تشكيل معادلة السلطة في الانتخابات المقبلة.